أما تستحي قد أسرت مرتين وأنت مقيم على الكفر، فقال أبو العاص أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ثم قال يا محمد إن قريشا إذا علمت بإسلامي قالت إنما أسلمت طمعا في مالهم عندي أفتأذن لي بالرجوع إلى مكة فأرد عليهم ودائعهم وبضائعهم التي معي وانصرف إليك فأذن له في ذلك فمضى أبو العاص إلى مكة فرد عليهم ما كان معه ثم قال هل بقي لأحد منكم عندي شئ قالوا لا، قال إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولحق برسول الله (ص) فرد عليه زوجته زينب بالنكاح الأول، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد زوج أختها رقية من عثمان فبقيت زينب عند أبي العاص بعد ذلك مدة يسيرة ومات عنها أبو العاص ثم ماتت رقية عند عثمان فخطب بعد موتها زينب فزوجها رسول الله (ص) منه وماتت عنده (1) لما كان الأثر موجودا من غير خلاف في تزويجها في الجاهلية من رجلين كافرين لم يخل الحال في ذلك من أن يكون الرسول (ص) في زمن الجاهلية على دين الجاهلية أو كان مخالفا لهم بالإيمان بالله، فإن قال قائل إن رسول الله (ص) كان على دين الجاهلية كفر بالله ورسوله لأن الله تعالى يقول في الإمامة حين قال في قصة إبراهيم عليه السلام (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) ومن كان كافرا كان أكبر الظالمين لقوله تعالى " إن الشرك لظلم عظيم " ومن كان كذلك كان عابدا للأصنام ومن كان عابدا للأصنام كان محالا أن يتخذه الله عز ذكره نبيا أو إماما بحكم هذا الوجه، ولو جاز أن يكون الله يجعل كافرا أو مشركا نبيا أو إماما لجاز في حكم النظر أن يكون نبي أو إمام يرجعان عن
(٦٧)