الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ٧٠
البصرة في رمضان سنة 68 ه‍ أو قبل ذلك أو بعده بقليل فلا يمكن تحديد هجوم الأزارقة على نواحي الكوفة إلا حوالي نهاية سنة 68 ه‍. ولا يمكن أن يكونوا قد جاءوا إلى أصفهان قبل سنة 69 ه‍. وبقوا في نواحي أصفهان وقتا طويلا وحاصروا مدينة أصفهان عدة أشهر (سبعة أشهر بحسب (الكامل) ص / 649).
وتبعا لهذا لا يكون قطري بن الفجاءة قد تولى إمارة الخوارج قبل نهاية سنة 69 ه‍ ولعله بعد ذلك. ونستطيع أن نفترض أنه أقام يستريح ويستعد بكرمان طوال السنة التالية ليعيد تنظيم جنوده وحوالي بداية سنة 71 ظهر من جديد في الأهواز.
وجرت استعدادات المهلب ومناوشاته التي استمرت ثمانية أشهر بسولاف خلال سنة 71 ه‍ وبداية السنة التالية والطبري - بغير تفكير وتدبر كما هي عادته دائما يحشد كل هذه الحوادث في سنة 68 ثم يقفز منها إلى سنة 72 لاتمام رواية الحوادث. والخانات الخاصة بسنتي 69 و 70 بقيت لديه خاوية عموما. وهذا يدل على صعوبة تاريخ هذه الفترة التي وقعت فيها الحروب بين عبد الملك ومصعب وليس فقط فيما يتعلق بهذه النقطة بل على وجه العموم.
والروايات المناظرة الواردة في (الكتاب المجهول المؤلف) وفي (الكامل) تتضمن كالعادة تفاصيل أكثر مما أورده أبو مخنف وتختلف عنه في ثلاث خصوصيات.
(أولا) لما هدد الزبير بن الماحوز البصرة ثم انقلب إلى المدائن توجه للقائه أولا حمزة بن عبد الله ابن الزبير الذي كان واليا على البصرة آنذاك ثم مصعب مرة أخرى بعد أن أعيد إلى منصبه واليا على البصرة وترك الكوفة. ولانتظار تغيير الوالي سيكون ابن الزبير قد بقي وقتل طويلا في مركز خطر جدا يهدده عمر بن عبيد الله بن معمر بن الخلف.
(ثانيا) بعث المهلب من الموصل إلى البصرة لما خرج الزبير بن الماحوز من كرمان إلى الأهواز لا بعد ذلك حينما خرج قطري من كرمان إلى الأهواز ولكنه لم يبدأ العمل إلا في سنة 71 ه‍. وفضلا عن ذلك فإن من خلفه على الموصل - وهو ابن الأشتر - كان لا يزال في الكوفة في نهاية سنة 68 ه‍.
(ثالثا) كان ميدان القتال سنة 72 ه‍ لا في سولاف بل على الجانب الآخر من نهر دجيل في أماكن متعددة من نواحي رامهرمز ويمكن أن يكون الامر قد اختلط
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست