وكانت نتيجة هذه الهزيمة الجديدة أن حدث تغيير في الولاية على البصرة وذلك في رمضان سنة 65 ه بحسب الطبري (2 / 601) أو في (أوائل) سنة 66 ه بحسب رواية (الكتاب المجهول المؤلف). فقد ولي أمر البصرة القباع وهو قرشي لا نعلم عنه أكثر من ذلك. لم يكن حارثة بن بدر موجودا يقاتل معه إذ كان قد تحصن من جديد هو وبقية الجيش المنهزم عند تيري كذلك تخلى عنه جنوده وعادوا إلى البصرة دون أدنى أذى وهكذا وقع هذا التميمي (1) الشجاع النبيل ضحية للأزارقة. فقد غرق في الدجيل وهو يفر أمامهم إذ جنحت السفينة التي أراد النجاة عليها لما أن وثب فيها أحد الجنود بكامل سلاحه من الشاطئ الوعر.
ففتح موته الطريق أمام العدو إلى البصرة.
وأبو مخنف لا يعرف عن هذا شيئا ويذكر أن حارثة بن بدر كان لا يزال حيا بعد ذلك (2). كما يذكر أنه بعد الفزع الذي أحدثه يوم دولاب عين المهلب قائدا ما ليث أن انتصر في سلبري ولكن الفترة الواقعة بين تعيينه وانتصاره يمر بها أبو مخنف مرورا سريعا جدا. فإن اتخذنا رواية المدائني كما نقلها (الكتاب المجهول المؤلف) و (الكامل) أساسا وألفنا بينها وبين ما أورده الطبري (2 / 590 وما يليها) لامكن تصوير الاحداث التي أفضت إلى تعيين المهلب وإلى معركة سلبري على النحو التالي:
نقل عبيد الله بن الماحوز أمير الأزارقة معسكره إلى نهر تيري عند الموضع الذي كان يحرسه حارثة بن بدر. وبعد مقتل عبيد الله بثلاثة أشهر أقبل فرسانه ناحية الفرات أعني على الشاطئ المقابل لمدينة البصرة من نهر دجلة وعقدوا جسرا على الفرع الأكبر من النهر وتقدموا حتى بلغوا جزيرة. ولا يفصلهم عن البصرة إلا الفرع الأصغر لكنهم طردوا بعد ذلك بقليل فثبتوا على الشاطئ الآخر بعد أن قطع الجسر مرة ثانية (3). هنالك ألح أهل البصرة في أن يتولى المهلب بن أبي صفرة قيادة