والأهواز في اتجاه البصرة. فتقدم عمر بن عبيد الله للقائهم بعد أن أفزعه قدومهم وأنه تركهم ولم يجهز عليهم كذلك أقبل مصعب بن الزبير من البصرة هنالك انحرفوا إلى نواحي الكوفة متجهين إلى المدائن فهرب أمير المدائن. وفي هذه المنطقة أثار الخوارج الرعب في المسلمين حتى النساء منهم والأطفال وفي إحدى المواقع معهم قتل أبو بكر بن مخنف وكان يتولى منصبا في تلك النواحي (1). وكان القباع (وهو الحارث ابن عبد الله بن أبي ربيعة) قد صار واليا على الكوفة بعد أن تولى مصعب بن الزبير ولاية البصرة. فتثاقل القباع من الخروج لقتال الأزارقة فزجره إبراهيم بن الأشتر ولكن سائر رؤساء القبائل لم يكونوا معه. ثم خرج القباع متحاملا فمال الخوارج دون قتال إلى ناحية البصرة فتركهم وشأنهم ومضى الخوارج في جبال ميديا. وهاجموا مدينة الري (2) وحاصروا أصفهان.
ولكن عتاب بن ورقاء من بني تميم بالكوفة أبلي في القتال عند هذه المدينة بلاءا حسنا طوال عدة أشهر. ثم هجم عتاب هجوما شديدا جريئا حتى استولى على المكان وأرغم الخوارج على الانسحاب. وقتل أميرهم الزبير بن الماحوز فبايعوا رجلا آخر من بني تميم خليفة له هو قطري بن الفجاءة وكان شجاعا موهوبا اشتهر أيضا بقرض الشعر (3). فعاد بها قطري إلى كرمان حتى يستريحوا ويجتبروا ويقووا ويستعدوا ويكثروا. ثم إنهم خرجوا ومروا بأصفهان فالأهواز وزحفوا عبر نهر دجيل حتى بلغوا سولاف. ففزع أهل البصرة وأصبحت المدينة نفسها مهددة إذ كان مصعب مشغولا كالعادة بقتال أهل الشام. فكتبوا إلى مصعب يسألونه أن يرسل