الفصل الثاني منهج الخوارج في الحكم والخلافة كان بدء الخلاف في الاسلام الثورة على عثمان: في سبيل الله ضد الخليفة ومن أجل الحق والعدل ضد فساد الحكم وظلمه. وهي كلمات لم تستعمل ضد عثمان وحده بل ضد كل حاكم يضل عن سواء السبيل. فاستخدمها الخوارج ضد علي نفسه فانفصلوا بهذا عن شيعته وصاروا خوارج. فالثورة التي أتت بعلي إلى الخلافة لم تتهاون معه حينما ضل الطريق. وقد يرى المرء من العار أن يأخذ الخوارج على علي هذا الموقف لأنهم هم الذين دفعوه إلى اتخاذه ثم طالبوه من بعد فورا بالنكوص عنه وهو أمر لم يكن له وهو الحاكم أن يفعله فيتنكر لما سبق أن وافق عليه (1). لكن ذلك لم يكن من الناحية المنطقية تناقضا. ذلك أن عليا - إن طوعا وإن كرها - قد عقد ميثاقا مع (معاوية) ولم يشأ نقض هذا الميثاق لقد تخلى عن الحق الإلهي حق الجهاد ضد عثمان ومعاوية من أن يصون ميثاقا مع
(٣١)