هنا على أبي مخنف وهو أمر من السهل أن يقع فيه لأنه يجهل القتال الذي قام به المهلب في سولاف سنة 66 ه.
ولم يكن من شأن دخول العراق في طاعة عبد الملك بن مروان إصلاح الموقف من ناحية تأثير الخوارج في تكييف هذا الموقف. لقد ولي عبد الملك ولاة أمويين نحووا المهلب ليظهروا هم. فولى على البصرة خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد الذي تولى بنفسه القتال ضد الأزارقة وكانت النتيجة أن وضع جيشه عند نهر تيري في وضع خطر جدا لم ينقذه منه إلا يقظة المهلب. وبعد ذلك عاد الخوارج إلى كرمان ورجع خالد إلى البصرة بعد أن ترك قيادة الجيش لأخيه عبد العزيز الذي تولى إمارة فارس مكان عمر بن عبيد الله بن معمر مضى عبد العزيز لقتال الخوارج فهزموه شر هزيمة في درايجرد وخلص بنفسه لكنه فقد معظم جيشه وأخذت امرأته ((ابنه المنذر بن الجارود فقيمت فيمن يزيد على مائة ألف وكانت جميلة فغار رجل من قومها كان من رؤوس الخوارج يقال له: أبو الحديد الشني فقال: تنحوا هكذا! ما أرى هذه المشركة إلا قد فتنتكم فضرب عنقها (الطبري 2 / 823) فكان من حسن حظها أن قتلوها وفي نفس الوقت هزم أمية أخو خالد في البحرين هزمه أبو فديك الذي كان ربما يعمل وهو متفاهم مع قطري بن الفجاءة وتعقب الأزارقة الظافرون أهل البصرة الفارين حتى بلغوا قنطرة أربك واستولوا على الأهواز كلها وتقدموا حتى بلغوا فرات ميسان في مواجهة البصرة ((الكامل) ص / 663 س 9). فعاد الموقف (في سنتي 73 74 ه) إلى مثل ما كان عليه من قبل في سنة 65 بعد يوم دولاب. وكان المهلب في حفنة من الرجال.
فلم يستطع الثبات بل لحق بالفارين من أهل البصرة وهو يكتم سروره بالكارثة التي حلت بأمراء بني أمية الغلاظ المتكبرين ولكنه عرف أن ساعته هو الآخر قد أزفت الآن.
تلك هي الاحداث كما يرويها (الكامل) في (ص / 654 وما يليها). أما رواية أبي مخنف في الطبري (2 281 وما يليها) فتجري على نسق عكسي إذ يذكر أولا حملة عبد العزيز البائسة ثم حملة خالد الموفقة وإن كانت لها ذيول أليمة دون النتيجة وهي أن الأزارقة قد استولوا على الأهواز وتقدموا حتى بلغوا الشاطئ المواجه للبصرة من نهر دجلة. ولكن هذه المسألة الأخيرة يشهد على صحتها أبيات