الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ٥٩
المؤلف الذي نشره ألفرت (ص / 125 وما يليها) والأخرى موجزة نقلها ابن الأثير في (4 / 165 وما يليها).
اختار خوارج اليمامة أبا طالوت قائدا لهم على أن يظل كذلك حتى يجدوا خيرا منه. فمضى إلى الحضارم في سنة 65 ه‍ واستولى عليها وكانت أرضا لبني حنيفة فأخذها منهم معاوية فجعل فيها من الرقيق ما عدتهم وعدة أبنائهم ونسائهم أربعة آلاف.. وفي السنة التالية - أي سنة 66 ه‍ - خلع الخوارج أبا طالوت وبايعوا نجدة وبايعه طالوت فكان نجدة خليفة (1) ثم إن نجدة قال للخوارج ربوا العبيد - الذين غنموا هناك - واجعلوهم يعملون في الأرض كما كانوا يعملون من قبل بالاشتراك فيما بينهم وذلك لحساب الخوارج فإن ذلك أنفع. واعترض عند جبلة قافلة من البصرة كانت في طريقها إلى ابن الزبير في مكة. (ثم سار في جمع إلى بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فلقيهم بذي المجاز فهزمهم وقتلهم قتلا ذريعا) واستولى على ما كان معهم من قمح وتمر كانوا نهبوهما من سوق هناك: وثمت أشعار كثيرة تشهد على ما فعلوه وعلى الأثر الذي تركوه. وانتقل من هذه الغزوات إلى إخضاع إراض عربية في مقدمتها الشريط الساحلي في الشمال الشرقي والجنوب الغربي فكان يأخذ منها الصدقة. وكان له في ضعف حكومة ابن الزبير خير معاون وأظهر له عبد الملك بن مروان المودة ووعده بولاية اليمامة إذا تعهد بالاقتصار عليها والتوقف عندها. فلم ينقد نجدة لهذا الاغراء بل بسط نفوذه كلما استطاع إلى ذلك سبيلا. ثم خلف واليا على اليمامة. وتوجه بنفسه سنة 67 إلى البحرين (2) وضم الأزد إلى صفه وهاجم بني عبد القيس فالتقوا بالقطيف (فانهزمت عبد القيس وقتل منهم جمع كثير وسبي نجدة من قدر عليه من أهل القطيف.. وأقام بالقطيف) (ابن الأثير 4 / 166). وجاول حمزة بن عبد الله ابن الزبير إخراجه منها - وكان حمزة واليا على البصرة من قبل أبيه عبد الله بن الزبير فأرسل عبد الله بن عمير الليثي في أربعة عشر ألفا من أهل البصرة إلى

(1) (ونجدة يومئذ ابن ثلاثين سنة) (ابن الأثير 4 / 166 س 6) ولكن ابن المطرح كان قد بلغ النضوج (ص / 166 س 20). قارن ياقوت (2 / 450 وما يليها).
(2) وكان قد أرسل من قبل حملة هناك (المجهول المؤلف) (128).
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست