الماكرين) (١)، وأنزل في قولهم: تربصوا [به] حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: ﴿أم يقولون شاعر فتربصوا به ريب المنون﴾ (2).
وقال يونس عن ابن إسحاق: وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أمر الله، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت، وأرادوا به [ما] أرادوه، أتاه جبريل عليه السلام، فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت له، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأمره أن يبيت على فراشه، ويتشح ببرد له أخضر، ففعل، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم وهم على بابه، وخرج [و] معه [حفنة] من تراب، فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله عز وجل بأبصارهم عن نبيه صلى الله عليه وسلم [وهو] يقرأ: (يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم * تنزيل العزيز الرحيم * لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون * لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون * إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون * وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (3)) وذكر الواقدي: أن الذين كانوا ينتظرونه: أبو جهل، والحكم بن أبي العاصي، وعقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وابن القيطلة، وزمعة بن الأسود، والمطعم بن عدي، وأبو لهب، وأبي بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج.
وذكر أن قريشا بعثت قائفين يقصان آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما كرز ابن علقمة بن هلال الخزاعي، فاتبعاه حتى انتهيا إلى غار ثور، فرأى كرز عليه نسج العنكبوت فقال: هاهنا انقطع الأثر، فانصرفوا، وقال بعضهم:
ادخلوا الغار، فقال أمية بن خلف: وما أريكم إلى الغار، وعليه من نسج العنكبوت ما عليه، والله إني لأرى هذا النسج قبل أن يولد محمد، وبال حتى جرى بوله بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.