فيها أربعون خلفة في بطونها أولادها، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية ودم ودعوى " وقال مرة " وما تحت قدمي هاتين إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة البيت فإنهما أمضيتهما لأهلهما على ما كانت " (1). وهكذا رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن الغطفاني عن ابن عمر به. قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم، ورأى إبراهيم والأزلام (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) ثم أمر بتلك الصور كلها فطمست. وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان، أنبأ عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير عن جابر قال: كان في الكعبة صور فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يمحوها قبل عمر ثوبا ومحاها به. فدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيها منها شئ. وقال البخاري حدثنا صدقه ابن الفضل، ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول " جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد " (2). وقد رواه مسلم من حديث ابن عيينة. وروى البيهقي عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح مكة وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم، فأخذ قضيبه فجعل يهوي [به] إلى الصنم وهو يهوي حتى مر عليها كلها (3)، ثم يروي من طريق سويد بن [سعيد] (4) عن القاسم بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وجد بها ثلاثمائة وستين صنما فأشار إلى كل صنم بعصا وقال (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) [الاسراء: 81] فكان لا يشير إلى صنم إلا ويسقط من غير أن يمسه بعصاه، ثم قال: وهذا [الاسناد] (5) وإن كان ضعيفا فالذي قبله يؤكده (6). وقال حنبل بن إسحاق: أنبأ أبو الربيع، عن يعقوب القمي، ثنا جعفر ابن أبي المغيرة عن ابن أبزى قال: لما أفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جاءت عجوز شمطاء حبشية
(٣٤٥)