كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ " فقالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك؟ فقال: " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " (1). ورواه أبو داود والنسائي من حديث أحمد بن المفضل به نحوه. وقال البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو العباس الأصم، أنبأ أبو زرعة الدمشقي، ثنا الحسن بن بشر الكوفي، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة، عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة. وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة، فأما عبد العزى بن خطل فإنه قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، قال: ونذر رجل [من الأنصار] أن يقتل عبد الله بن سعد بن أبي سرح إذا رآه. وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له، فلما أبصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه، ثم قال للأنصاري " قد انتظرتك أن توفي بنذرك؟ " قال يا رسول الله هبتك أفلا أومضت إلي؟ قال " إنه ليس للنبي أن يومض ". وأما مقيس بن صبابة فذكر قصته في قتله رجلا مسلما بعد إسلامه ثم ارتداده بعد ذلك، قال وأما أم سارة فكانت مولاة لقريش، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم بعث معها رجل بكتاب إلى أهل مكة فذكر قصة حاطب بن أبي بلتعة (2). وروى محمد ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن مقيس بن صبابة قتل أخوه هشام يوم بني المصطلق قتله رجل من المسلمين وهو يظنه مشركا فقدم مقيس مظهرا للاسلام ليطلب دية أخيه، فلما أخذها عدا على قاتل أخيه فقتله ورجع إلى مكة مشركا، فلما أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه قتل وهو بين الصفا والمروة وقد ذكر ابن إسحاق والبيهقي شعره حين قتل قاتل أخيه وهو قوله:
شفي النفس من قد بات بالقاع مسندا * يضرج ثوبيه دماء الأخادع وكانت هموم النفس من قبل قتله * تلم وتنسيني وطاء المضاجع قتلت به فهرا وغرمت عقله * سراة بني النجار أرباب فارع حللت به نذري وأدركت ثورتي * وكنت إلى الأوثان أول راجع قلت: وقيل إن القينتين اللتين أهدر دمهما كانتا لمقيس بن صبابة هذا وأن ابن عمه قتله بين