ابن عبادة كالتأديب له، ويقال إنها دفعت إلى ابنه قيس بن سعد. وقال موسى بن عقبة عن الزهري دفعها إلى الزبير بن العوام فالله أعلم.
وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة يعقوب بن إسحاق بن دينار، ثنا عبد الله بن السري الأنطاكي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وحدثني موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة إلى سعد بن عبادة فجعل يهزها ويقول:
اليوم يوم الملحمة يوم تستحل الحرمة. قال فشق ذلك على قريش وكبر في نفوسهم، قال فعارضت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره وأنشأت تقول (1):
حين ضاقت عليهم سعة الأرض * وعاداهم إله السماء (2) إن سعدا يريد قاصمة الظهر * بأهل الحجون والبطحاء خزرجي لو يستطيع من الغيظ * رمانا بالنسر والعواء فانهينه فإنه الأسد الأسود * والليث والغ في الدماء فلئن أقحم اللواء ونادى * يا حماة اللواء أهل اللواء لتكونن بالبطاح قريش * بقعة القاع في أكف الإماء إنه مصلت يريد لها الراءي * صموت كالحية الصماء قال: فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر دخله رحمة لهم ورأفة بهم، وأمر بالراية فأخذت من سعد بن عبادة ودفعت إلى ابنه قيس بن سعد، قال: فيروى أنه عليه الصلاة والسلام أحب أن لا يخيبها إذ رغبت إليه واستغاثت به، وأحب أن لا يغضب سعد فأخذ الراية منه فدفعها إلى ابنه. قال ابن إسحاق: وذكر ابن أبي نجيح في حديثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر (3) حتى نزل بأعلا مكة فضربت له هنالك قبته (4). وروى البخاري: من حديث الزهري عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ فقال " وهل ترك لنا عقيل من رباع " ثم قال " لا يرث الكافر المؤمن ولا المؤمن الكافر " (5).