أهو حين وضعته أكثر أم حين رفعته؟ قال: وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل بها معهم مولية وجهها إلى الحائط فأطالوا الحديث، فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشد الناس حياء ولو علموا كان ذلك عليهم عزيزا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على حجره وعلى نسائه، فلما رأوه قد جاء ظنوا انهم قد ثقلوا عليه ابتدروا الباب، فخرجوا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا في الحجرة فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته يسيرا وأنزل الله القرآن فخرج وهو يقرأ هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين أناه ولكن إذا دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث أن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعد أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما. ان تبدوا شيئا أو تخفوه فان الله كان بكل شئ عليما) [الأحزاب: 53 - 54] قال أنس: فقرأهن علي قبل الناس، وأنا أحدث الناس بهن عهدا. وقد رواه مسلم والترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة، عن جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان به. وقال الترمذي حسن صحيح. ورواه مسلم أيضا عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر عن الجعد أبي عثمان به. وقد روى هذا الحديث البخاري والترمذي والنسائي من طرق: عن أبي بشر الأحمسي الكوفي عن أنس بنحوه. ورواه ابن أبي حاتم، من حديث أبي نضرة العبدي، عن أنس بنحوه ولم يخرجوه. ورواه ابن جرير من حديث عمرو بن سعيد، ومن حديث الزهري عن أنس نحو ذلك. قلت: كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها من المهاجرات الأول وكانت كثيرة الخير والصدقة وكان اسمها أولا بره فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب وكانت تكنى بأم الحكم. قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة. وثبت في الصحيحين كما سيأتي في حديث الإفك عن عائشة انها قالت: وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عني زينب بنت جحش وهي التي كانت تساميني من نساء النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، فقالت: يا رسول الله احمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا. وقال مسلم بن الحجاج في صحيحه: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، حدثنا طلحة بن يحيى عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا قال: فكنا نتطاول أينا أطول يدا، فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق.
انفرد به مسلم. قال الواقدي وغيره من أهل السير والمغازي والتواريخ توفيت سنة عشرين من الهجرة وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنت بالبقيع، وهي أول امرأة صنع لها النعش.