هكذا أورد هذه القصة الإمام محمد بن إسحاق (1) رحمه الله. وقد قال الإمام أبو عبد الله البخاري: حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا وهو نائم فقتله (2). قال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبيد الله (3) بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا (4) من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه. وكان في حصن له بأرض الحجاز، فلما دنوا منه وقد غربت الشمس. وراح الناس بسرحهم قال عبد الله [لأصحابه]: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق متلطف للبواب لعلي أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته وقد دخل الناس فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب. فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على ود قال: فقمت إلى الأقاليد (5) وأخذتها وفتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمرة صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل فقلت إن القوم سدروا (6) لي لم يخلصوا ألي حتى أفتله. فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت قلت أبا رافع. قال من هذا. فأهويت نحو الصوت، فأضربه بالسيف ضربة وأنا دهش فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال: لأمك الويل إن رجلا في البيت [ضربني] قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله ثم وضعت صبيب (7) السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة حتى انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته فلما صاح الديك، قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع ناصر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء. فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى
(١٥٨)