عن عائشة رضي الله عنها. قالت: لما نزل: (وأنذر عشيرتك الأقربين). قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم " (1) ورواه مسلم أيضا. وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا محمد بن عبد [الله] الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل - واستكتمني اسمه - عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب. قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين، وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) [الشعراء: 214 - 215]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت. فجاءني جبريل عليه السلام فقال [لي]: يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار ". قال [علي] فدعاني فقال: " يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين [فعرفت أني إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره فصمت عن ذلك ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد: إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك] فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام، وأعد لنا عس لبن، ثم أجمع لي بني عبد المطلب " ففعلت فاجتمعوا له يومئذ وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون فيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث. فقدمت إليهم تلك الجفنة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال: " كلوا بسم الله " فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسقهم يا علي " فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا وأيم الله إن كان الرجل ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب لعنه الله فقال لهد ما سحركم صاحبكم، فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. [فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عدلنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدر إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم " ففعلت ثم جمعتهم له وصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه وأيم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقهم يا علي، فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله أن يكلمهم، بدره أبو لهب لعنه الله إلى الكلام فقال: لهد ما سحركم صاحبكم؟ فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم] (2). فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي عدلنا بمثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم " ففعلت ثم جمعتهم له. فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٥٢)