من الأزد عليهم قرة بن عمرو بن قيس حتى قدموا به إلى الشام فبينما هو يسير ذات ليلة قال قد ثقل على ركوب الإبل فوطئوا لي على ذي حافر فجعلوا له قطيفة على حمار فركبه ثم سار وسكت طويلا.
قال مسافر بن شريح إليشكري: فقلت في نفسي: لئن كان نائما لأنغضن عليه نومه، فقلت أنائم أنت قال لا كنت أحدث نفسي قلت أفلا أحدثك بما كنت تحدث به نفسك قال هات قلت كنت تقول ليتني كنت لم أقتل حسينا قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن قتلت من قتلت قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن لمست البيضاء قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن استعملت الدهاقين قال وماذا قلت تقول ليتني كنت أسخى مما كنت.
قال والله ما نطقت بصواب ولا سكت عن خطأ أما قتلي الحسين فإنه أشار على يزيد بقتله أو قتلي فاخترت قتله وأما البيضاء فإني اشتريتها من عبد الله بن عثمان الثقفي وأرسل إلى يزيد بألف ألف فأنفقتها عليها فإن بقيت فلأهلي وإن هلكت لم آس عليها وأما استعمال الدهاقين فإن عبد الرحمن بن أبي بكرة وزاذان فروخ وقعا في عند معاوية [حتى ذكروا قشور الأرز] فبلغا بخراج العراق مائة ألف ألف فخيرني معاوية بين العزل والضمان فكرهت العزل فكنت إذا استعملت العربي كسر الخراج فإن أغرمت عشيرته أو طالبته أوغرت صدورهم وإن تركته تركت مال الله