وتسير إذا ساروا وإن الفرات لتجري ماء أول النهار وبالعشي تجري كبريتا ونارا وتخرج نار من نحو المغرب تبلغ العريش وأخرى من نحو المشرق فتبلغ كذا وكذا فتقيم زمانا لا تنطفئ حتى يشك الشاك ويقول الجاهل لا جنة ولا نار إلا هذه تجتنب في مسيرها مكة والمدينة والحرم كله حتى تلج الشام ويحشر جميع الناس إلا الأعرابيين من قيس (1) في باديتهما يسير أحدهما في إثر الناس حتى يمل فلا يلقى أحدا فيرجع إلى صاحبه فيحدثه فيقبلان جميعا إلى المدينة فيجدانها مملوءة مالا وأغناما وطعاما لا أهل فيها فيقولون نقيم في هذه النعمة فيحشران مجروران على وجوههما إلى الشام فذلك قول معاذ بن جبل يحشرون أثلاثا ثلثا على ظهور الخيل وثلثا يحملون أولادهم على عواتقهم وثلثا على وجوههم مع القردة والخنازير إلى الشام إليها المحشر ومنها المنشر فيكون الذين يحشرون إلى الشام لا يعرفون حقا ولا فريضة ولا يعملون بكتاب الله تعالى ولا سنة نبيه يرفع عنهم العفاف والوقار ويظهر فيهم الفحش ولا يعرف الرجل امرأته ولا المرأة زوجها يتهارجون هم والجن مائة سنة تهارج الحمير والكلاب يقع على المرأة من الجن والإنس ويتهارج الرجال بعضهم بعضا ويعبدون الأوثان وينسون الله تعالى فلا يعرفونه حتى إن القائل ليقول لصاحبه ما في السماء من إله شرار الأولين والآخرين.
قال وقال معاذ وكعب وأول ما يفجأ الناس من أمر الساعة أن يبعث الله تعالى ليلا ريحا فتقبض كل دينار ودرهم فتذهب به إلى بيت المقدس وينسف بنيان بيت المقدس فينبذ (2) به في البحيرة المنتنة.
وكيع عن إسماعيل بن خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر رجلين يحشران من أمتي يكونان في شعب من هذه الشعاب مع غنمهما إذ طير بالناس فيتركان غنمهما فيجيئان إلى المدينة فيقول أحدهما لصاحبه ألست تعلم طريق نقب الإهاب (3) قال يقول الآخر بلى قال فيعمدان إلى المدينة فلا يلقيان بها أحدا من الناس إلا الوحش على فرش الناس قال فيتبعان أثر الناس.
أبو معاوية عن عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال ونحن هابطون من