بيعة الرضوان، صح يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة. ثم انفض الناس وفتح الله على نبيه وأيده بجنود من الملائكة، ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت الهزيمة، وقتل من هوازن خلق عظيم، وسبي منها سبايا كثيرة، وبلغت عدتهم ألف فارس وبلغت الغنائم اثني عشر ألف ناقة سوى الأسلاب، وقتل دريد بن الصمة فأعظم الناس ذلك، فقال رسول الله: إلى النار وبئس المصير! إمام من أئمة الكفر إن لم يكن يعين بيده فإنه يعين برأيه. قتله رجل من بني سليم وقتل ذو الخمار سبيع بن الحارث، فقال رسول الله: أبعده الله إنه كان يبغض قريشا. وصارت السبايا والأموال في أيدي المسلمين وبلغت هزيمة المشركين الطائف ومعهم مالك بن عوف، وكان جميع من استشهد أربعة نفر. وجاءت الشيماء بنت حليمة أخت رسول الله من الرضاعة إلى رسول الله فحباها وأكرمها وبسط لها رداءه، وكلمته في السبايا وقالت: إنما هن خالاتك وأخواتك. فقال: ما كان لي ولبني هاشم فقد وهبته لك. فوهب المسلمون ما كان في أيديهم من السبايا كما فعل إلا الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن، فقال رسول الله: اللهم نوه سهميهما، فخرج لهما عجوز وكلمته في مالك بن عوف النصري رئيس جيش هوازن، وآمنه، فجاء مالك فأسلم. ووجهه رسول الله لحصار الطائف وأعطى المؤلفة قلوبهم من غنائم هوازن وأعطى اثني عشر رجلا مائة مائة من الإبل، وهم:
أبو سفيان بن حرب ومعاوية بن أبي سفيان وحكيم بن حزام والحارث بن الحارث بن كلدة العبدري والحارث بن هشام بن المغيرة وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية بن خلف وحويطب بن عبد العزى والعلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة ومالك بن عوف النصري وعيينة بن حصن الفزاري والأقرع ابن حابس، وأعطى الباقين ما دون ذلك. وسألته الأنصار ودخلها غضاضة، فقال رسول الله: إني أعطي قوما تألفا وأكلكم إلى إيمانكم. وتكلم بعضهم فقال: قاتل بنا محمد حتى إذا ظهر أمره وظفر أتى قومه وتركنا. فأسقط الله