بالماء. ودعا بعثمان بن طلحة فقال: رأيت في الكعبة قرني الكبش فخمرها فإنه لا ينبغي أن يكون في الكعبة شئ، فصيروا في بعض الجدر. وروى بعضهم أن رسول الله قسم ما كان في الكعبة من المال بين المسلمين. وقال آخرون:
أقره ونادى منادي رسول الله: من كان في بيته صنم فليكسره، فكسروا الأصنام.
ودعا رسول الله بالنساء فبايعنه، وكانت الخيل يوم الفتح أربعمائة فرس، ونزلت عليه سورة: " إذا جاء نصر الله والفتح "، فقال: نعيت إلي نفسي.
وبعث رسول الله، وهو بمكة، خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر، وهم بالغميصاء، وقد كانوا في الجاهلية أصابوا من بني المغيرة وقتلوا عوفا أبا عبد الرحمن بن عوف، فخرج عبد الرحمن بن عوف مع خالد بن الوليد ورجال من بني سليم وقد كانوا قتلوا ربيعة بن مكدم في الجاهلية، فخرج جذل الطعان فقتل من بني سليم بدم ربيعة مالك بن الشريد، وبلغ جذيمة أن خالدا قد جاء ومعه بنو سليم، فقال لهم خالد: ضعوا السلاح. فقالوا: إنا لا نأخذ السلاح على الله ولا على رسوله ونحن مسلمون، فانظر ما بعثك رسول الله له فإن كان بعثك مصدقا فهذه إبلنا وغنمنا فاعد عليها. قال: ضعوا السلاح.
قالوا: إنا نخاف أن تأخذنا بإحنة الجاهلية. فانصرف عنهم وأذن القوم وصلوا، فلما كان في السحر شن عليهم الخيل فقتل المقاتلة وسبى الذرية، فبلغ رسول الله فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد! وبعث علي بن أبي طالب فأدى إليهم ما أخذ منهم حتى العقال وميلغة الكلب، وبعث معه بمال ورد من اليمن فودى القتلى وبقيت معه منه بقية، فدفعها علي إليهم على أن يحللوا رسول الله مما علم ومما لا يعلم. فقال رسول الله: لما فعلت أحب إلي من حمر النعم، ويومئذ قال لعلي: فداك أبواي. وقال عبد الرحمن بن عوف: والله لقد قتل خالد القوم مسلمين، فقال خالد: إنما قتلتهم بأبيك عوف بن عبد عوف. فقال له عبد الرحمن: ما قتلت بأبي ولكنك قتلت بعمك الفاكه بن المغيرة.