الاسراء وأسري به وأتاه جبريل بالبراق، وهو أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الاذنين خطوه مد بصره له جناحان يحفزانه من خلفه عليه سرج ياقوت، فمضى به إلى بيت المقدس فصلى به ثم عرج به إلى السماء، فكان بينه وبين ربه كما قال الله: قاب قوسين أو أدنى، ثم هبط به فنزل في بيت أم هانئ بنت أبي طالب. فقص عليها القصة فقالت له: بأبي أنت وأمي، لا تذكر هذا لقريش فيكذبوك.
وفي الليلة التي أسري به افتقده أبو طالب فخاف أن تكون قريش قد اغتالته أو قتلته، فجمع سبعين رجلا من بني عبد المطلب معهم الشفار وأمرهم أن يجلس كل رجل منهم إلى جانب رجل من قريش، وقال لهم: إن رأيتموني ومحمدا معي فأمسكوا حتى آتيكم وإلا فليقتل كل رجل منكم جليسه ولا تنتظروني. فوجدوه على باب أم هانئ، فأتى به بين يديه حتى وقف على قريش فعرفهم ما كان منه فأعظموا ذلك وجل في صدورهم وعاهدوه وعاقدوه أنهم لا يؤذون رسول الله ولا يكون منهم إليه شئ يكرهه أبدا.