وبعث رسول الله غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني مدلج وهم حلفاؤه وهم الذين قال الله فيهم: " أو جاؤوكم حصرت صدورهم " فقالوا: لسنا عليك ولسنا معك، ولم يجيبوه، فقال الناس: اغزهم يا رسول الله. فقال: إن لهم سيدا أديبا لن يأخذ إلا خيرة أمره، وإنهم إذا نحروا ثجوا وإذا لبوا عجوا، رب غاز من بني مدلج شهيد في سبيل الله.
وبعث نميلة بن عبد الله الليثي إلى بني ضمرة فرجع إلى رسول الله فقال:
يا رسول قالوا لا نحاربه ولا نسالمه ولا نصدقه ولا نكذبه. فقال الناس:
يا رسول الله اغزهم. فقال: دعوهم فإن فيهم عددا وسؤددا، ورب شيخ صالح من بني ضمرة غاز في سبيل الله.
وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى بني الديل فرجع فقال: يا رسول الله أدركتهم فلولا وجئتهم حلولا، دعوتهم إلى الله ورسوله فأبوا أشد الاباء.
فقال الناس: اغزهم يا رسول الله. فقال رسول الله: دعوا بني الديل، إياكم!
ألا إن سيدهم قد صلى وأسلم فيقول: أسلم، فيقولون: نعم.
وبعث رسول الله عبد الله بن سهيل بن عمرو العامري إلى بني معيص ومحارب ابن فهر ومن يليهم من السواحل في خمسمائة، فلقيهم على المدثرا. فلما واقعهم دعاهم إلى الاسلام، فجاء معه نفر فقال رسول الله: ها قطيعة الايمان كجذع النخل حلو أوله حلو آخره.
وبعث أبا عبيدة بن الجراح على جيش إلى ذات القصة، وكان بها قوم من محارب وثعلبة وأنمار. فخرج أبو عبيدة وأصحابه يسيرون ليلتهم حتى أصبحوا.
فلما أبصر القوم بهم هربوا وخلفوا إبلهم فغنموا الأموال وأخذوا رجلا واحدا فأتوا به رسول الله فخمس رسول الله فأخذ الخمس وفرق الباقي على أصحاب السرية، وأسلم الرجل فتركه.
وعمر بن الخطاب على جيش إلى زبية قريبة من الطائف فلم يلق كيدا.
وعلي بن أبي طالب على جيش إلى فدك. وبلغ رسول الله أن بها جمعا