عن ابن الجميزي وسبط السلفي والحافظ وزكى الدين وجماعة قليلة، وبدمشق من ابن عبد الدائم وأبى البقاء [خالد بن يوسف 1] وخرج لنفسه أربعين تساعية.
وصنف " شرح العمدة " وكتاب " الالمام ". وعمل " كتاب الامام في الاحكام " ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا، وعمل كتابا في علوم الحديث، وكان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب مديما للسهر مكبا على الاشتغال ساكنا وقورا ورعا قل ان ترى العيون مثله.
سمعت من لفظه عشرين حديثا وأملى علينا حديثا، وله يد طولى في الأصول والمعقول وخبرة بعلل المنقول، ولى قضاء الديار المصرية سنوات إلى أن مات، وكان في أمر الطهارة والمياه في نهاية الوسوسة رضي الله عنه.
روى عنه قاضي القضاة علاء الدين القونوي وقاضي القضاة علم الدين [ابن 1] الأخنائي والحافظ قطب الدين الحلبي وطائفة سواهم، وتخرج به أئمة.
قال الحافظ قطب الدين الحلبي: كان الشيخ تقى الدين إمام أهل زمانه وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا متقنا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والاتقان والتحري شديد الخوف دائم الذكر لا ينام الليل الا قليلا ويقطعه فيما بين مطالعة وتلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة وأوقاته كلها معمورة لم ير في عصره مثله.
صنف كتبا جليلة كمل تسويد كتاب [الامام 1] وبيض منه قطعة، وشرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه، وله " الأربعون " في الرواية عن رب العالمين و " الأربعون " لم يذكر فيها الا [عن 1] عالم، وشرح بعض الالمام شرحا عظيما، وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه لمالك لم أر في كتب الفقه مثله.