أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي صاحب التصانيف، مولده في آخر سنة ثلاث عشرة وست مائة، وتفقه بدمياط وبرع ثم طلب الحديث فارتحل إلى الإسكندرية فسمع بها من علي بن زيد النسارسي وظافر بن شحم ومنصور ابن الدباغ وعدة، وبمصر من ابن المقير وعلي بن مختار ويوسف ابن المجتلي وطبقتهم، وببغداد من أبى نصر بن العليق وإبراهيم بن الخير وخلق، وبحلب من أبى القاسم بن رواحة وطائفة، وحمل عن ابن خليل حمل دابة كتبا وأجزاءا وسمع بحماة من صفية القرشية، وبماردين من عبد الخالق النشتبري، وبحران من عيسى الحناط.
وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى، وسكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة وغيره، ومعجم شيوخه يبلغون ألفا وثلاث مائة انسان، وكان صادقا حافظا متقنا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسا في علم النسب دينا كيسا متواضعا بساما محببا إلى الطلبة مليح الصورة نقى الشيبة كبير القدر، سمعت منه عدة أجزاء منها " السراجيات الخمسة " و " كتاب الخيل " له وكتاب " الصلاة الوسطى " له.
سمعت أبا الحجاج الحافظ وما رأيت أحدا أحفظ منه لهذا الشأن يقول:
ما رأيت [في الحديث 1] احفظ من الدمياطي. وقد حدثنا أبو الحسين اليونيني في مشيخته عن الدمياطي وقاضي القضاة علم الدين ابن الأخنائي وقاضي القضاة علاء الدين [على 1] القونوي والمحدث أبو الثناء المنبجي، وممن يروى عنه الإمام أبو حيان الأندلسي والامام أبو الفتح اليعمري والامام علم الدين البرزالي والامام قطب الدين عبد الكريم والامام فخر الدين النويري والامام تقى الدين السبكي رحمة الله عليهم أجمعين.
توفى فجأة بعد أن قرئ عليه الحديث فأصعد إلى بيته مغشيا عليه فتوفى في