في طبقات الفقهاء، ومن التحقيق [في الفقه 1] إلى باب صلاة المسافر.
وكان لا يقبل من أحد شيئا الا في النادر ممن لا يشتغل عليه أهدى له فقير إبريقا فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده فقال:
أحضر الطعام إلى هنا ونفطر جملة فأكل من ذلك وكان لونين، وربما جمع الشيخ بعض الأوقات بين إدامين، وكان يواجه الملوك والظلمة بالانكار ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى، كتب مرة: من عبد الله يحيى النواوي سلام الله ورحمته وبركاته على المولى المحسن ملك الامراء بدر الدين أدام الله له الخيرات وتولاه بالحسنات وبلغه من خيرات الدنيا والآخرة كل آماله وبارك له في جميع أحواله آمين، وينهى إلى العلوم الشريفة أن أهل الشام في ضيق وضعف حال بسبب قلة الأمطار - وذكر فصلا طويلا وفى طي ذلك ورقة إلى الملك الظاهر فرد جوابها ردا عنيفا مؤلما فتنكدت خواطر الجماعة.
وله غير رسالة [إلى 1] الملك الظاهر في الأمر بالمعروف، وكان شيخنا ابن فرح يشرح على الشيخ [في 1] الحديث فقال: نوبة الشيخ محى الدين قد صار إلى ثلاث مراتب كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال، العلم والزهد والامر بالمعرف والنهى عن المنكر. سافر الشيخ فزار بيت المقدس وعاد إلى نوى فمرض عند والده فحضرته المنية فانتقل إلى رحمة الله في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة وقبره ظاهر يزار. أرخه الشيخ قطب الدين اليونيني وقال: كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة والتقلل وخشونة العيش واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة فحكى عن الملك الظاهر أنه قال: انا أفزع منه. ولى مشيخة دار الحديث قلت: وليها سنة خمس وستين بعد أبي شامة إلى أن مات. وقال الشيخ شمس الدين ابن الفخر الحنبلي: