تصدر للاقراء والاسماع وكان له معرفة بالقراءات والعربية متقدما في صناعة الحديث متفننا، له من المصنفات كتاب " ما ورد من الامر في شربة الخمر ". وكتاب " بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن ". وكتاب " الجواهر المفصلات في الأحاديث المسلسلات ". وكتاب " غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين ". وكتاب " أخبار صلحاء الأندلس ". أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا وكان أهلا لذلك.
خرج من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها فنزل بمالقة وولى خطابتها إلى أن توفى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وست مائة.
كتب إلينا ابن هارون من إفريقية أنه سمع [من 1] ابن الطيلسان غير شئ من كتاب الوعد والانجاز في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته وكتب له: سأل منى فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته أسمى الله قدره وأعلى ذكره اهتبالا لسؤاله وامتثالا للطاعة التي لا تجب الا لمثاله فأجزت له ولابنه احمد بارك الله فيه وأقر به عين أبيه في سنة إحدى وأربعين وست مائة.
قلت: وفيها توفى الصدر تاج الدين احمد ابن القاضي شمس الدين أبى نصر محمد بن هبة الله ابن الشيرازي بدمشق عن إحدى وسبعين سنة، والصدر نجم الدين الحسن بن سالم بن علي بن سلام الدمشقي عن سبع وسبعين سنة، والشيخ حاطب ابن عبد الكريم بن أبي على الحارثي المزي، والمحدث المقرئ أبو القاسم سليمان ابن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي، والمسند أبو المنصور ظافر بن طاهر بن شحم الإسكندراني المطرز، وشيخ الشيوخ [تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه الجويني بدمشق، والقاضي الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي