وأبى طالب المحتسب وبالموصل من أبى [الفضل 1] الطوسي ويحيى بن سعدون القرطبي، وبدمشق من أبى القاسم الحافظ ومحمد بن بركة الصلحي، وبمصر من محمد بن علي الرحبي وابن برى، وبالإسكندرية من السلفي، وعمل الأربعين المتباينة الأسانيد في مجلد كبير يدل على تبحره وسعة علمه.
قال ابن نقطة: كان عالما ثقة مأمونا صالحا إلا أنه كان عسرا في الرواية لا يكثر عنه الا من أقام عنده. قال يوسف بن خليل: كان حافظا ثبتا كثير السماع كثير التصنيف متقنا ختم به علم الحديث. قال أبو محمد المنذري: كان حافظا ثقة راغبا في الانفراد عن أرباب الدنيا. وقال أبو شامة: كان صالحا مهيبا زاهدا ناسكا خشن العيش ورعا.
قلت: حدث عنه ابن نقطة والزكي البرزالي والضياء وابن خليل والصريفيني وإسماعيل بن ظفر والشهاب القوصي وعبد الرحمن بن سالم الأنباري وأبو العباس بن عبد الدائم وأبو زكريا ابن الصيرفي وعامر القلعي وعبد العزيز ابن الصيقل والفقيه أبو عبد الله بن حمدان وغيرهم، وله أوهام نبهت على مواضع منها في الأربعين له، ومع حفظه ومعرفته فغيره أتقن، وتكرر في تباين الأسانيد أربعة مواضع.
توفى الحافظ الرهاوي بحران في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وست مائة.
وفيها توفى المسند أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب البغدادي السباك الصوفي في شوال فجأة سمع عبد الوهاب الأنماطي، والمسند أبو العباس أحمد بن يحيى