المفتى شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبى المكارم المقدسي ثم الإسكندراني المالكي، ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة وتفقه بالثغر على الامام صالح ابن بنت معافى وأبى الطاهر ابن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي وأبى طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحافظ السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه وتخرج به وبطلبته، وسمع أيضا من القاضي أبى عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري شيخ معمر حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروي سمع منه في سنة ثمان وخمسين وخمس مائة صحيح البخاري سوى قطعة يسيرة من آخره، وسمع من بدر الخداداذي وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الله بن برى النحوي وعلي بن هبة الله الكاملي ومحمد بن علي الرحبي وخلق بالثغر والفسطاط والحرمين، وناب في الحكم بالإسكندرية مدة، ودرس بمدرسته ثم تحول إلى القاهرة ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصاحب ابن شكر إلى أن مات، وكان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث.
له تصانيف مفيدة رأيت له في سنة ست وثمانين وست مائة كتابا في الصيام بأسانيده، وكان ذا ورع ودين مع أخلاق رضية ومشاركة في الفضائل.
روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي والرشيد الآمدي والعلم عبد الحق ابن الرصاص والشرف عبد الملك بن نصر الفهري اللغوي والمجد علي بن وهب القشيري المالكي وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسي محتسب الثغر والجمال محمد بن سليمان الهواري ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصي والقاضي الشرف أبو حفص السبكي والنجيب أحمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والمحيي عبد الرحيم ابن الدميري وآخرون، ذكره الحافظ