له ففرقها على المحدثين. قال ابن ناصر حدثتني أمي ان أبى حدثها قال دخلت على الخطيب في مرضه فقلت له يوما يا سيدي ان ابن خيرون لم يعطني من الذهب شيئا الذي امرته ان يفرقه على أصحاب الحديث، فرفع الخطيب رأسه من المخدة وقال: خذ هذه بارك الله لك فيها، فكان فيها أربعون دينارا.
وقال مكي الرميلي مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين في نصفه إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة، ومات يوم سابعه وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق ماله في وجوه البر وشيعه القضاة والخلق، وأمهم أبو الحسين ابن المهتدى بالله ودفن بجنب بشر الحافي. قال ابن خيرون: دفن بباب حرب وتصدق بماله وهو مائتا دينار وأوصى بان يتصدق بثيابه وكان بين يدي جنازته جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الذي كان ينفى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وختم على قبره عدة ختمات.
وقال عبد العزيز الكتاني: ورد كتاب جماعة ان الحافظ أبا بكر مات في سابع ذي الحجة، وكان أبو إسحاق الشيرازي ممن حمل جنازته.
قال إسماعيل بن أبي سعد الصوفي: كان أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا قد أعد لنفسه قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضى إليه في كل أسبوع وينام فيه ويقرأ فيه القرآن كله فلما مات الخطيب وكان أوصي ان يدفن