هذا الكتاب - يعنى كتاب معرفة السنن والآثار - وفرغت من تهذيب اجزاء منه سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة يقول: رأيت الشافعي في النوم وبيده جزء من هذا الكتاب وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه احمد سبعة اجزاء أو قال قرأتها ورآه يعيد ذلك. قال وفى صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني الشافعي قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول: استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا، وأخبرنا والدي سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول: رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور فقلت:
ما هذا؟ قال: هذه تصنيفات احمد البيهقي. ثم قال شيخ القضاة: سمعت الحكايات الثلاث من الثلاثة المذكورين.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن انا محمد بن إسماعيل الفارسي انا أبو بكر البيهقي انا علي بن أحمد بن عبد ان انا أحمد بن عبيد انا أبو بكر بن حجة نا أبو الوليد نا عمرو بن العلاء اليشكري عن صالح بن سرج 1 عن عمران بن حطان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى انه لم يقض بين اثنين في تمرة قط.
قلت: حضر في أواخر عمره من بيهق إلى نيسابور وحدث بكتبه، ثم حضره الاجل في عاشر جمادى الأولى من سنة ثمان وخمسين وأربع مائة