الكرم التبرع بالمعروف، والعطاء قبل السؤال، وإطعام الطعام في المحل، وأما النجدة فالذب عن الجار، والصبر في المواطن، والاقدام عند الكريهة، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه، وإحراز نفسه من الدنس، وقيامه بضيفه، وأداء الحقوق، وإفشاء السلام.
وقال أيضا عن عيسى بن سليمان، عن أبيه! قال معاوية يوما في مجلسه: إذا لم يكن الهاشمي سخيا لم يشبه حسبه، وإذا لم يكن الزبيري شجاعا لم يشبه حسبه، وإذا لم يكن المخزومي تائها لم يشبه حسبه، وإذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه حسبه، فبلغ ذلك الحسن بن علي، فقال: والله ما أراد الحق ولكنه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء فيغنوا أموالهم ويحتاجون إليه ويغري آل الزبير بالشجاعة فيغنوا بالقتل ويغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ويغري بني أمية بالحلم فيحبهم الناس!
وقال يونس بن عبد الله بن أبي فروة، عن شرحبيل بن سعد:
دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه، فقال: يا بني، وبني أخي إنكم صغار قوم توشكوا أن (1) تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أي يرويه أو يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته.
وقال مطلب بن زياد، عن محمد بن أبان: قال الحسن بن علي، فذكر نحو ذلك.
وقال أبو إسحاق الهمداني عن عمرو بن الأصم: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة تزعمك أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة،