الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ٤٩
هاني بملأ من قومه وأهل الشام جهرا غير سر: " العجب من معاوية يريد أن يقسرنا على بيعة يزيد - وحاله حاله - وما ذاك والله بكائن ". ويقول للفتى: " إذا لقيت معاوية فقل له: يقول لك هاني: والله ما إلى ذلك من سبيل " ثم يكون هو الطالب للقيام ببيعة يزيد في الكوفة؟ ولو لم يكن له حاجز من تقوى الله لمنعه من ذلك تكذيبه لنفسه وانتقامه به عند قومه وعند معاوية واتباعه بمضي حيلته فيه وخدعته له.
ثم إن هذه مجرد قصة قد سماها حاكيها ولم يعدها رواية. وقد أوردها في غير اسناد ولا إضافة إلى كتاب، ولا موافق لها في كتب التواريخ والسير المعدة لذكر مثل ذلك. فقد ذكر أصحاب الاخبار ما جرى للناس في أخذ معاوية لهم بولاية العهد لابنه يزيد وما وقع فيه من الكلام ممن رضي بذلك وأبى، ولم ينقل أحد منهم هذه القصة، ولو صحت لكانت أولى بالنقل من غيرها لما فيها من الغرابة.
على أن ما ختم به لهاني - رحمه الله - من رده بيعة يزيد وقيامه بنصر الحسين - عليه السلام - حتى قتل: يأتي على كل ما فرط منه قبل ذلك - لو كان -.
وما أشبه حاله - حينئذ - بحال الحر - رحمه الله - إذ تاب فقبلت توبته بعد ما وقع منه ما وقع، وصدر ما صدر. وقد كان الامر فيه أشد وفي هاني أهون، فهو إلى القبول أقرب (1).

(1) ولسيدنا - قدس سره - قصيدة في رثاء مسلم بن عقيل وهاني بن عروة توجد في ديوانه المخطوط عندنا مطلعها:
عين جودي لمسلم بن عقيل * لرسول الحسين سبط الرسول لشهيد بن الأعادي وحيد * وقتيل لنصر خير قتيل إلى أن يقول في رثاء هاني بن عروة: - ثم ثني بشيخ مذحج هاني * سيد المصر كله والقبيل ماجد وجه شيعة الآل بر * مخلص في ولائه مقبول أدرك المصطفى ووالى عليا * وبينه الهداة ولد البتول وحمى مسلما بأمنع جيل * وجوار ومنزل ومقيل كان في ذاك حافظا لذمار * وذمام وحرمة للنزيل ولقربى الرسول إذ كان فرضا * حبهم في كرائم التنزيل فدعاه اللعين باللطف مكرا * ثم أبدى له ضمير محيل طالبا مسلما فلما أباه * دع للسجن بعد خطب طويل وأذيق الحتوف من بعد صبرا * مثل ما ذاق مسلم بن عقيل فعلى مسلم وهاني سلام * يتنالى من السلام الجليل نضر طيب يفوح شذاه * كل يوم ببكرة وأصيل رضي الله عنهما برضاه * لرضاء الرسول وابن الرسول وبنصر الحسين وهو بعيد * وبجهد على الوفا مبذول وبما حل من جميل بلاء * وبصبر على البلاء جميل سعد الفائزون بالنصر يوما * عز فيه النصير لابن البتول أحسنوا صحبة الحسين وفازوا * أحسن الفوز بالحباء الجزيل
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 52 53 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب النون نعمان بن محمد بن منصور (قاضي مصر) أبو حنيفة الشيعي. 5
2 باب الهاء هارون بن مسلم بن سعدان الأنباري... 15
3 هاني بن عروة المرادي المذحجي، وذكر ورود مسلم بن عقيل الكوفة إلى آخر المطاف 18
4 هاني بن هاني السبيعي - آخر رسول أرسله أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يستدعونه 50
5 باب الياء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور - أبو زكريا الفراء النحوي 53
6 يزيد الكناسي، أبو خالد يزيد القماط... 57
7 الفوائد الرجالية (فائدة - 1) في ذكر رجال (إرشاد المفيد) من أولاد الأئمة وأحفادهم 63
8 (فائدة - 2) في ذكر تلامذة الشيخ الطوسي - رحمه الله - 67
9 (فائدة - 3) بحث في العدالة، وكيفية معرفتها ومدى الحاجة إلى ذلك 68
10 (فائدة - 4) اختلاف سلوك المشايخ الثلاثة في كيفية نقل الرواية بالنسبة إلى كتبهم الأربعة. وذكر طرق الشيخ في روايته... وأسماء سلسلة الرواية 73
11 (فائدة - 5) بيان المراد من كلام الشيخ في (الفهرست): " حدثنا وأخبرنا " ونحوهما 95
12 (فائدة - 6) ذكر رجال الخاصة والعامة الموثوقين الواردة أسماؤهم في (إجازة العلامة لبني زهرة) 99
13 (فائدة - 7) بيان المراد من (العدة) أو الجماعة الواردة في كلام الشيخ في (فهرسته) بجملة " حدثنا عدة من أصحابنا " أو " جماعة من أصحابنا "... 104
14 (فائدة - 8) بيان أن كنية " أبو عبد الله " في كلام الشيخ مشتركة بين ثلاثة: المفيد، والغضائري، وابن عبدون 108
15 (فائدة - 9) تنبيه أن (أبا علي بن شاذان) الذي روى عنه الشيخ في (الفهرست) ليس من أصحابنا، والتوقف في هلال الحفار. واستعراض أسماء الموثوقين الذين روى عنهم الشيخ في الأمالي ممن ورد ذكره في كتب العامة 109
16 (فائدة - 10) استظهار أن جميع من ذكره الشيخ في (فهرسته) من الشيعة الامامية، إلا من نص عليه بأنه من الزيدية، أو الفطحية أو الواقفية. ولمحة بسيطة عن هذه الفرق الثلاثة 114
17 (فائدة - 11) ذكر طرق الشيخ وإسناده إلى أصحاب الكتب والأصول ممن أشار إليهم في (الفهرست) 118
18 (فائدة - 12) الجواب عن الطعن في الرواية بالفطحية بأن ذلك لا يقدح في اعتبارها ووثاقة راويها 124
19 (فائدة - 13) التنويه بذكر أول السفراء الأربعة للحجة القائم (ع)، وإشادة بالثلاثة الآخرين، ولمحة عن الغيبتين الصغرى والكبرى 127
20 (فائدة - 14) استنظهار أن الحسين وحماد - الوارد ذكرهما في الكافي - هو الحسين بن المختار القلانسي، وحماد بن عيسى الجهني 129
21 (فائدة - 15) توجيه رواية الحسين بن سعيد عن معاوية بن عمار، من حيث اختلاف الطبقة 130
22 (فائدة - 16) المراد من محمد بن الفضيل، هو الصيرفي الضعيف لا الضبي الثقة 131
23 (فائدة - 17) توثيق الفضيل بن يسار النهدي وأولاده 132
24 (فائدة - 18) نقل احتمال (التفريشي) أن يكون محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم الثقة، واثبات أنه الصيرفي الضعيف 135
25 (فائدة - 19) استبعاد أن يكون العمركي أدرك ستة من الأئمة (ع) - كما يظهر من الكافي - وترجمة للعمركى 137
26 (فائدة - 20) محمد بن قيس مشترك بين الثقة، وغيره. وترجمة لمحمد بن قيس - هذا - 138
27 (فائدة - 21) إثبات أن محمد بن خالد لم يلق أبا بصير وأن الواسطة بينهما هو القاسم بن حمزة، وهو مجهول 141
28 (فائدة - 22) ذكر الاشكال على الشيخ في أنه ربما يذكر الرجل في (باب من لم يرو عنهم ع) وفي غيره من الأبواب 141
29 (فائدة - 23) أحمد بن يحيى الأشعري مهمل في كتب الرجال 143
30 (فائدة - 24) اثبات أن الحسن بن راشد الطفاوي ضعيف 144
31 (فائدة - 25) اثبات أن الحسين بن محمد الذي يروى عنه الكليني، هو الحسين بن محمد الأشعري الثقة 145
32 (فائدة - 26) استنتاج توثيق عامة شيوخ النجاشي واثبات غاية تحرزه من الرواية عن الضعفاء. 145
33 (فائدة - 27) اثبات عدم تواتر كتب الرواة، والاستدلال على غاية تحرز مشايخنا عن الضعفاء والمتهمين 147
34 (فائدة - 28) استعراض جملة من علماء النجوم الشيعة الواردين في كتاب (النجوم) لابن طاووس 149
35 (فائدة - 29) ذكر جملة من قدماء أصحاب الجرح والتعديل 150
36 (فائدة - 30) ذكر جملة من " الفطحية " الثقاة 152
37 (فائدة - 31) بيان من هو العقيقي صاحب الرجال ولمحة عن ترجمته 153
38 (فائدة - 32) استنتاج أن المقصود بابن الغضائري عند الاطلاق، هو أحمد بن الحسين، دون أبيه، وتوثيقه 153
39 (فائدة - 33) استظهار أن البرقي - صاحب الرجال - هو محمد بن خالد، لا أحمد، وبذلك ختام الكتاب. 156
40 كلمتنا حول الكتاب ومؤلفه... 158