الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
وما يظهر من (النجاشي): " أن أبا الصباح من أصاب الجواد - عليه السلام - " لعله سهو (1) كما يستفاد من (الفهرست) فلاحظ (2).
17 - فائدة:
الفضيل بن يسار النهدي، والقاسم والعلا - ابناه - ومحمد بن القاسم ثقات - جميعا - فاحفظ (3).

(١) الذي ذكره النجاشي في (رجاله: ص ١٦) طبع طهران قوله " رأى أبا جعفر وروى عن أبي إبراهيم - عليهما السلام - " فقد أطلق كلمة (أبا جعفر عليه السلام) وبقرينة سياق عبارته يكون المراد به أبا جعفر الباقر - عليه السلام - ولا أقل من الاطلاق الذي لم يعلم انصرافه إلى الجواد - عليه السلام -.
وعليه فلا يظهر من النجاشي أن أبا الصباح من أصحاب الجواد - عليه السلام - ومن البعيد جدا أن يخفى ذلك على النجاشي المتبحر، لان رؤيته للجواد - عليه السلام - غير معقولة لأنه - عليه السلام - ولد سنة ١٩٥ ه‍، ومات أبو الصباح سنة ١٧٠ ه‍ وهو ابن نيف وسبعين سنة، فيكون موته قبل ولادة الجواد - عليه السلام - بخمس وعشرين سنة. فلابد أن اللنجاشي أراد بأبي جعفر هو الباقر - عليه السلام - لا الجواد - عليه السلام - وكل من ترجم لابي الصباح - كالشيخ في رجاله وغيره - جعله من أصحاب أبي جعفر الباقر والصادق - عليهما السلام - ولم يذكر أنه رأى أبا جعفر الجواد - عليه السلام - فكأنهم يرون أن عصره عصر الباقر والصادق - عليهما السلام - ولم يدرك عصر الجواد - كما ذكرنا -.
(٢) فان الشيخ - رحمه الله - في الفهرست (ص ٢١٦) في باب الكنى ذكر أبا صباح الكناني، وقال: " له كتاب رواه الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن فضيل عنه، ورواه صفوان بن يحيى عنه " فإذا هو في طبقة صفوان بن يحيى وهو من أصحاب الرضا - عليه السلام -.
(٣) أما الفضيل بن يسار، فقد ذكره الشيخ في رجاله - باب أصحاب الباقر - عليه السلام (ص ١٣٢، برقم (١) فقال: " فضيل بن يسار بصري ثقة ". وذكره - أيضا - في باب أصحاب الصادق - عليه السلام - ص ٢٧١، برقم (١٥) فقال: " الفضيل بن يسار النهدي مولى، وأصله كوفي نزل البصرة، مات في حياة أبي عبد الله - عليه السلام ".
وذكره النجاشي في رجاله (ص ٢٣٨) فقال: " الفضيل بن يسار النهدي أبو القاسم، عربي بصري صميم ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله - عليهما السلام - ومات في أيامه ".
وذكره الكشي في رجاله (ص ١٨٥) وأورد روايات عديدة في مدحه تدل على وثاقته: (منها) قول الصادق - عليه السلام - إذا رأى الفضيل بن يسار -: " بشر المخبتين، من أحب أن ينظر رجلا من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا " (ومنها) قوله - عليه السلام -: " إن الأرض لتسكن إلى الفضيل بن يسار " و (منها) قوله - عليه السلام -: " إن فضيلا من أصحاب أبي وإني لأحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه " (ومنها) قوله - عليه السلام -: " رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منا أهل البيت " (ومنها) قول أبي جعفر الباقر - عليه السلام - إذا دخل عليه الفضيل بن يسار - ": بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الأرض ".
وعده الكشي (ص ٢٠٦ من رجاله) ممن أجمعت العصابة على تصديقهم من أصحاب أبي جعفر، وأصحاب أبي عبد الله - عليهما السلام - وانقادوا لهم بالفقه وقد ترجم له المولى الأردبيلي في جامع الرواة (ج ٢ ص ١١) وذكر أنه وقع في طريق روايات عديدة في الكتب الأربعة: من لا يحضره الفقيه، والكافي، والتهذيب، والاستبصار، وأنه روى عنه جماعة.
وأما القاسم بن فضيل بن يسار، فقد عده الشيخ الطوسي في: رجاله ص ٢٧٤ برقم (١٧) من أصحاب الصادق - عليه السلام - واقتصر على قوله: " القاسم ابن الفضيل بن يسار البصري ".
وذكره النجاشي في رجاله (ص ٢٤٠) بقوله: " القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي البصري أبو محمد، ثقة روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - ".
وذكر المولى الأردبيلي في (جامع الرواة ج ٢ - ص ١٩) أنه وقع في طريق روايات للشيخ الطوسي في كتابيه: التهذيب والاستبصار.
وأما العلا بن فضيل بن يسار، فقد عده الشيخ الطوسي في رجاله ص ٢٤٥ برقم (٣٥٤) من أصحاب الصادق - عليه السلام - مقتصرا على قوله: " العلا ابن الفضيل بن اليسار النهدي مولى، وابنه القاسم بن العلا " كما ذكره في (الفهرست ص ١٣٩) برقم (٥٠١) مقتصرا على قوله: " العلاء بن الفضيل له كتاب " ثم ذكر طريقه إلى روايته.
وذكره النجاشي في (رجاله: ص ١٢٩) بقوله: " العلا بن الفضيل بن يسار أبو القاسم النهدي مولى بصري ثقة، له كتاب يرويه جماعة ".
وذكر المولى الأردبيلي في جامع الرواة (ج ١ ص ٥٤٣): أنه وقع في طريق رواية للشيخ الطوسي في (التهذيب) ورواية للصدوق ابن بابويه في (من لا يحضره الفقيه).
وأما محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار، فقد ذكره الشيخ الطوسي في:
رجاله ص ٣٩١، برقم (٥٥) من غير وصف. وذكره في الفهرست (ص 183 برقم (701) بقوله: " محمد بن القاسم له كتاب ".
وذكره النجاشي: ص 280 بقوله: محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي. ثقة هو وأبوه وعمه العلا وجده الفضيل، روى عن الرضا - عليه السلام - له كتاب ".
وذكره المولى الأردبيلي في جامع الرواة (ج 2: ص 177) وقال: " إنه وقع في طريق روايات كثيرة رواها الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيب والاستبصار ورواها الكليني في الكافي، والصدوق ابن بابويه في من لا يحضره الفقيه " وذكر رواية جمع كثير عنه وروايته عن جمع كثير.
ثم ذكر في آخر الترجمة ما نصه: " ومما يناسب ذكره في هذا المقام أن الصدوق - رحمه الله - روى أخبارا كثيرة في (من لا يحضره الفقيه) معلقا عن محمد بن الفضيل مطلقا وعن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني أيضا، وقد يتوهم أن محمد ابن الفضيل هذا مجهول، وليس كذلك لان أكثر الاخبار التي روى عنه عن أبي الصباح فيه وجدناها في كتاب آخر مثل (التهذيب) و (الكافي) رواها بعينها رواة محمد بن القاسم بن الفضيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني على ما أشرنا إلى بعضها في هذه الترجمة، وأيضا لما تتبعنا وجدنا روايته عن محمد بن القاسم بن الفضيل فيه في موضعين، وعقد في (مشيخته) طريقا إليه بقوله: (وما كان فيه عن محمد بن القاسم بن الفضيل فقد رويته عن فلان وفلان) الخ، فبعيد ن يعقد إليه طريقا لاجل هذين الموضعين - فقط - فيظهر من مجموع هذه لقرائن: أن محمد ابن الفضيل - الذي روى عنه فيه كثيرا -: هو محمد بن القاسم بن الفضيل الثقة، والله أعلم، ومن نظر وتأمل في هاتين الترجمتين حق النظر والتأمل ظهر له أن محمد ابن الفضيل الذي روى عنه الحسين بن سعيد، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وغيرهما كثيرا في كتب الاخبار: هو محمد بن القاسم بن الفضيل الثقة ".
وأراد بالترجمتين: ترجمة محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي، وترجمة محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي.
وقد سبق ذكر لبني يسار النهدي - في هذا الكتاب (ج 1 ص 358) فراجع.
(١٣٢)
مفاتيح البحث: الفضيل بن يسار (9)، محمد بن القاسم (3)، السهو (1)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (4)، أصحاب الإمام الرضا عليه السلام (1)، الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام (1)، الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (5)، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (6)، النبي إبراهيم (ع) (1)، كتاب رجال النجاشي (4)، كتاب رجال الكشي (1)، كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه (3)، كتاب جامع الرواة لمحمد علي الأردبيلي (4)، محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي (1)، مدينة طهران (1)، محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار (2)، القاسم بن الفضيل بن يسار (1)، محمد بن القاسم بن الفضيل (4)، محمد بن إسماعيل بن بزيع (1)، محمد بن الفضيل بن كثير (1)، الحسن بن علي بن فضال (1)، العلاء بن الفضيل (1)، صفوان بن يحيى (2)، الشيخ الصدوق (2)، القاسم النهدي (1)، مدينة البصرة (1)، الحسين بن سعيد (1)، الفضيل بن يسار (3)، أبو الصباح (1)، محمد بن الفضيل (3)، الشيخ الطوسي (6)، الموت (2)، الجهل (1)، الجود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 129 130 131 132 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب النون نعمان بن محمد بن منصور (قاضي مصر) أبو حنيفة الشيعي. 5
2 باب الهاء هارون بن مسلم بن سعدان الأنباري... 15
3 هاني بن عروة المرادي المذحجي، وذكر ورود مسلم بن عقيل الكوفة إلى آخر المطاف 18
4 هاني بن هاني السبيعي - آخر رسول أرسله أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يستدعونه 50
5 باب الياء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور - أبو زكريا الفراء النحوي 53
6 يزيد الكناسي، أبو خالد يزيد القماط... 57
7 الفوائد الرجالية (فائدة - 1) في ذكر رجال (إرشاد المفيد) من أولاد الأئمة وأحفادهم 63
8 (فائدة - 2) في ذكر تلامذة الشيخ الطوسي - رحمه الله - 67
9 (فائدة - 3) بحث في العدالة، وكيفية معرفتها ومدى الحاجة إلى ذلك 68
10 (فائدة - 4) اختلاف سلوك المشايخ الثلاثة في كيفية نقل الرواية بالنسبة إلى كتبهم الأربعة. وذكر طرق الشيخ في روايته... وأسماء سلسلة الرواية 73
11 (فائدة - 5) بيان المراد من كلام الشيخ في (الفهرست): " حدثنا وأخبرنا " ونحوهما 95
12 (فائدة - 6) ذكر رجال الخاصة والعامة الموثوقين الواردة أسماؤهم في (إجازة العلامة لبني زهرة) 99
13 (فائدة - 7) بيان المراد من (العدة) أو الجماعة الواردة في كلام الشيخ في (فهرسته) بجملة " حدثنا عدة من أصحابنا " أو " جماعة من أصحابنا "... 104
14 (فائدة - 8) بيان أن كنية " أبو عبد الله " في كلام الشيخ مشتركة بين ثلاثة: المفيد، والغضائري، وابن عبدون 108
15 (فائدة - 9) تنبيه أن (أبا علي بن شاذان) الذي روى عنه الشيخ في (الفهرست) ليس من أصحابنا، والتوقف في هلال الحفار. واستعراض أسماء الموثوقين الذين روى عنهم الشيخ في الأمالي ممن ورد ذكره في كتب العامة 109
16 (فائدة - 10) استظهار أن جميع من ذكره الشيخ في (فهرسته) من الشيعة الامامية، إلا من نص عليه بأنه من الزيدية، أو الفطحية أو الواقفية. ولمحة بسيطة عن هذه الفرق الثلاثة 114
17 (فائدة - 11) ذكر طرق الشيخ وإسناده إلى أصحاب الكتب والأصول ممن أشار إليهم في (الفهرست) 118
18 (فائدة - 12) الجواب عن الطعن في الرواية بالفطحية بأن ذلك لا يقدح في اعتبارها ووثاقة راويها 124
19 (فائدة - 13) التنويه بذكر أول السفراء الأربعة للحجة القائم (ع)، وإشادة بالثلاثة الآخرين، ولمحة عن الغيبتين الصغرى والكبرى 127
20 (فائدة - 14) استنظهار أن الحسين وحماد - الوارد ذكرهما في الكافي - هو الحسين بن المختار القلانسي، وحماد بن عيسى الجهني 129
21 (فائدة - 15) توجيه رواية الحسين بن سعيد عن معاوية بن عمار، من حيث اختلاف الطبقة 130
22 (فائدة - 16) المراد من محمد بن الفضيل، هو الصيرفي الضعيف لا الضبي الثقة 131
23 (فائدة - 17) توثيق الفضيل بن يسار النهدي وأولاده 132
24 (فائدة - 18) نقل احتمال (التفريشي) أن يكون محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم الثقة، واثبات أنه الصيرفي الضعيف 135
25 (فائدة - 19) استبعاد أن يكون العمركي أدرك ستة من الأئمة (ع) - كما يظهر من الكافي - وترجمة للعمركى 137
26 (فائدة - 20) محمد بن قيس مشترك بين الثقة، وغيره. وترجمة لمحمد بن قيس - هذا - 138
27 (فائدة - 21) إثبات أن محمد بن خالد لم يلق أبا بصير وأن الواسطة بينهما هو القاسم بن حمزة، وهو مجهول 141
28 (فائدة - 22) ذكر الاشكال على الشيخ في أنه ربما يذكر الرجل في (باب من لم يرو عنهم ع) وفي غيره من الأبواب 141
29 (فائدة - 23) أحمد بن يحيى الأشعري مهمل في كتب الرجال 143
30 (فائدة - 24) اثبات أن الحسن بن راشد الطفاوي ضعيف 144
31 (فائدة - 25) اثبات أن الحسين بن محمد الذي يروى عنه الكليني، هو الحسين بن محمد الأشعري الثقة 145
32 (فائدة - 26) استنتاج توثيق عامة شيوخ النجاشي واثبات غاية تحرزه من الرواية عن الضعفاء. 145
33 (فائدة - 27) اثبات عدم تواتر كتب الرواة، والاستدلال على غاية تحرز مشايخنا عن الضعفاء والمتهمين 147
34 (فائدة - 28) استعراض جملة من علماء النجوم الشيعة الواردين في كتاب (النجوم) لابن طاووس 149
35 (فائدة - 29) ذكر جملة من قدماء أصحاب الجرح والتعديل 150
36 (فائدة - 30) ذكر جملة من " الفطحية " الثقاة 152
37 (فائدة - 31) بيان من هو العقيقي صاحب الرجال ولمحة عن ترجمته 153
38 (فائدة - 32) استنتاج أن المقصود بابن الغضائري عند الاطلاق، هو أحمد بن الحسين، دون أبيه، وتوثيقه 153
39 (فائدة - 33) استظهار أن البرقي - صاحب الرجال - هو محمد بن خالد، لا أحمد، وبذلك ختام الكتاب. 156
40 كلمتنا حول الكتاب ومؤلفه... 158