الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٤ - الصفحة ١٢٧
الساباطي من ربي فوهبه لي " (1).
13 - فائدة:
الوكلاء الأربعة الممدوحون المتفق على عدالتهم وأمانتهم وجلالتهم، أولهم - أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، نص عليه الامامان الهمامان:
أبو الحسن علي بن محمد، وأبو محمد الحسن بن علي - عليهما السلام -.
توكل عن القائم - عليه السلام - بعد أن كان وكيلا لأبيه وجده لثمان خلون من ربيع الأول سنة 232 ه‍ (2).

(١) راجع: رجال الكشي (ص ٣٤٧ وص ٤٢٥) طبع النجف الأشرف.
(٢) يريد بهذا التاريخ: أول توكله عن الامامين الهادي والعسكري - عليهما السلام - لا تاريخ توكله عن القائم - عجل الله فرجه - لان ولادة الإمام القائم - عليه السلام - في نصف شعبان من سنة ٢٥٦ ه‍ المطابق لكلمة (نور) بحساب (أبجد المشهور).
والملاحظ: إن للامام القائم - عجل الله فرجه - غيبتين: صغرى، وكبري وتبدأ الغيبة الصغرى بعد وفاة الإمام العسكري - عليه السلام - أي بعد سنة ٢٦٠ ه‍ وعمر القائم (ع) - حينئذ - قرابة الخمس سنين - وتنتهي بوفاة آخر الوكلاء الأربعة وهو (السمري) سنة ٣٢٨ أو (٣٢٩) فتكون مدة الغيبة الصغرى زهاء (٦٨ سنة).
وكان للامام القائم (ع) - طيلة غيبته الصغرى - عدة وكلاء ونواب يتصلون به في الخفاء، ليكونوا أداة وصل بينه وبين شيعته في أخذ المسائل وحل المشاكل ولكن أعظمهم شانا وأوصلهم بواقع الإمامة هم الأربعة المعروفون نذكرهم على الترتيب: أولهم: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري - نسبة إلى عمرو بن عامر ابن ربيعة - السمان - لأنه كان يتجر بالسمن، وهو المشار إليه في الأصل. ولعله إنما خصه - وحده - بالذكر لعظم مقامه عند الأئمة الثلاثة: الهادي، والعسكري، وصاحب الامر (عليهم السلام) الامر الذي رفعه لان يكون وكيلا عنهم وبوابا لهم في الشؤون الدينية.
توفي في بغداد بعد وفاة الإمام العسكري (ع) بسنوات، ولعلها: سنة ٢٦٤ أو ٢٦٥ ه‍ ودفن في بغداد، وقبره - إلى اليوم - مزار معروف مشهور.
وثانيهم: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان العمري، وكان يتولى السفارة والوكالة عن الامامين: العسكري والحجة القائم - عليهما السلام - في أيام والده، واستمرت وكالته زهاء (٥٠ سنة).
توفي في بغداد سنة ٣٠٤ أو ٣٠٥ في آخر جمادى الأولى أو الآخرة، ودفن فيها، ولا يزال قبره الشريف منارا للوافدين والزوار وثالثهم: أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي. تولى السفارة بنص من أبي جعفر محمد بن عثمان بامر الإمام القائم - عليه السلام - وذلك بعد وفاة (أبى جعفر هذا).
توفي - رحمه الله - في بغداد في شعبان سنة ٣٢٦ أو ٣٢٠. ودفن فيها - وقبره اليوم - مزار معروف ومشهد مقصود.
ورابعهم - وهو آخر السفراء الأربعة -: أبو الحسن علي بن محمد السمري تولى السفارة بعد الحسين بن روح بنص منه وبأمر من الإمام الحجة - عليه السلام - وختمت به السفارة في الغيبة الصغرى، بحكم كتاب الحجة - عليه السلام - له قبيل وفاته. ونص الكتاب:
" بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جورا... " الخ توفي - رحمه الله - في نصف شعبان سنة ٣٢٨ أو ٣٢٩ ه‍. دفن في بغداد وقبره لا يزال منارا مشهورا - على مر العصور والأجيال.
أما الغيبة الكبرى، فتبدأ - بعد تاريخ وفاة السمري - أي من (سنة ٣٢٨ أو سنة ٣٢٩) ه‍ إلى أن يفرج الله لهذه الأمة المظلومة بأخذ ظلامتها على يد الإمام القائم - عجل الله فرجه -.
وقد ذكرت - في كتب الفريقين - نصوص وعلامات لظهوره، وإشارات وتلميحات لكمية ونوعية أنصاره، وكيفية ظهوره، وأخذ بثار أجداده الأئمة المظلومين - عليهم السلام - وإعادة دين جده النبي - صلى الله عليه وآله - حيا بعد الاندراس، وغضا بعد الانطماس جعلنا الله من المنتظرين للفرج، ومن أنصاره وأعوانه.
وقد كتبت في غيبته كتب كثيرة مخطوطة ومطبوعة.
ولزيادة الاطلاع على ذلك راجع: الكتب المختصة بالغيبة وعلاماتها وتفاصيلها كغيبة الشيخ الطوسي، والغيبة النعمانية ومنتخب الأثر، والجزء الثاني عشر من البحار وغيرها كثير.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 129 130 131 132 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب النون نعمان بن محمد بن منصور (قاضي مصر) أبو حنيفة الشيعي. 5
2 باب الهاء هارون بن مسلم بن سعدان الأنباري... 15
3 هاني بن عروة المرادي المذحجي، وذكر ورود مسلم بن عقيل الكوفة إلى آخر المطاف 18
4 هاني بن هاني السبيعي - آخر رسول أرسله أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يستدعونه 50
5 باب الياء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور - أبو زكريا الفراء النحوي 53
6 يزيد الكناسي، أبو خالد يزيد القماط... 57
7 الفوائد الرجالية (فائدة - 1) في ذكر رجال (إرشاد المفيد) من أولاد الأئمة وأحفادهم 63
8 (فائدة - 2) في ذكر تلامذة الشيخ الطوسي - رحمه الله - 67
9 (فائدة - 3) بحث في العدالة، وكيفية معرفتها ومدى الحاجة إلى ذلك 68
10 (فائدة - 4) اختلاف سلوك المشايخ الثلاثة في كيفية نقل الرواية بالنسبة إلى كتبهم الأربعة. وذكر طرق الشيخ في روايته... وأسماء سلسلة الرواية 73
11 (فائدة - 5) بيان المراد من كلام الشيخ في (الفهرست): " حدثنا وأخبرنا " ونحوهما 95
12 (فائدة - 6) ذكر رجال الخاصة والعامة الموثوقين الواردة أسماؤهم في (إجازة العلامة لبني زهرة) 99
13 (فائدة - 7) بيان المراد من (العدة) أو الجماعة الواردة في كلام الشيخ في (فهرسته) بجملة " حدثنا عدة من أصحابنا " أو " جماعة من أصحابنا "... 104
14 (فائدة - 8) بيان أن كنية " أبو عبد الله " في كلام الشيخ مشتركة بين ثلاثة: المفيد، والغضائري، وابن عبدون 108
15 (فائدة - 9) تنبيه أن (أبا علي بن شاذان) الذي روى عنه الشيخ في (الفهرست) ليس من أصحابنا، والتوقف في هلال الحفار. واستعراض أسماء الموثوقين الذين روى عنهم الشيخ في الأمالي ممن ورد ذكره في كتب العامة 109
16 (فائدة - 10) استظهار أن جميع من ذكره الشيخ في (فهرسته) من الشيعة الامامية، إلا من نص عليه بأنه من الزيدية، أو الفطحية أو الواقفية. ولمحة بسيطة عن هذه الفرق الثلاثة 114
17 (فائدة - 11) ذكر طرق الشيخ وإسناده إلى أصحاب الكتب والأصول ممن أشار إليهم في (الفهرست) 118
18 (فائدة - 12) الجواب عن الطعن في الرواية بالفطحية بأن ذلك لا يقدح في اعتبارها ووثاقة راويها 124
19 (فائدة - 13) التنويه بذكر أول السفراء الأربعة للحجة القائم (ع)، وإشادة بالثلاثة الآخرين، ولمحة عن الغيبتين الصغرى والكبرى 127
20 (فائدة - 14) استنظهار أن الحسين وحماد - الوارد ذكرهما في الكافي - هو الحسين بن المختار القلانسي، وحماد بن عيسى الجهني 129
21 (فائدة - 15) توجيه رواية الحسين بن سعيد عن معاوية بن عمار، من حيث اختلاف الطبقة 130
22 (فائدة - 16) المراد من محمد بن الفضيل، هو الصيرفي الضعيف لا الضبي الثقة 131
23 (فائدة - 17) توثيق الفضيل بن يسار النهدي وأولاده 132
24 (فائدة - 18) نقل احتمال (التفريشي) أن يكون محمد بن الفضيل هو محمد بن القاسم الثقة، واثبات أنه الصيرفي الضعيف 135
25 (فائدة - 19) استبعاد أن يكون العمركي أدرك ستة من الأئمة (ع) - كما يظهر من الكافي - وترجمة للعمركى 137
26 (فائدة - 20) محمد بن قيس مشترك بين الثقة، وغيره. وترجمة لمحمد بن قيس - هذا - 138
27 (فائدة - 21) إثبات أن محمد بن خالد لم يلق أبا بصير وأن الواسطة بينهما هو القاسم بن حمزة، وهو مجهول 141
28 (فائدة - 22) ذكر الاشكال على الشيخ في أنه ربما يذكر الرجل في (باب من لم يرو عنهم ع) وفي غيره من الأبواب 141
29 (فائدة - 23) أحمد بن يحيى الأشعري مهمل في كتب الرجال 143
30 (فائدة - 24) اثبات أن الحسن بن راشد الطفاوي ضعيف 144
31 (فائدة - 25) اثبات أن الحسين بن محمد الذي يروى عنه الكليني، هو الحسين بن محمد الأشعري الثقة 145
32 (فائدة - 26) استنتاج توثيق عامة شيوخ النجاشي واثبات غاية تحرزه من الرواية عن الضعفاء. 145
33 (فائدة - 27) اثبات عدم تواتر كتب الرواة، والاستدلال على غاية تحرز مشايخنا عن الضعفاء والمتهمين 147
34 (فائدة - 28) استعراض جملة من علماء النجوم الشيعة الواردين في كتاب (النجوم) لابن طاووس 149
35 (فائدة - 29) ذكر جملة من قدماء أصحاب الجرح والتعديل 150
36 (فائدة - 30) ذكر جملة من " الفطحية " الثقاة 152
37 (فائدة - 31) بيان من هو العقيقي صاحب الرجال ولمحة عن ترجمته 153
38 (فائدة - 32) استنتاج أن المقصود بابن الغضائري عند الاطلاق، هو أحمد بن الحسين، دون أبيه، وتوثيقه 153
39 (فائدة - 33) استظهار أن البرقي - صاحب الرجال - هو محمد بن خالد، لا أحمد، وبذلك ختام الكتاب. 156
40 كلمتنا حول الكتاب ومؤلفه... 158