الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٦٤
قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -) الحديث، وفي الحديث سندا ومتنا ما يدل على حسن حاله، فلاحظ (1).

(١) الحديث رواه الكليني في (أصول الكافي ج ١ ص ٦١) طبع طهران سنة ١٣٨١ ه‍ في كتاب العلم - باب الرد إلى الكتاب والسنة - قال: (محمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الأعلى ابن أعين قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: قد ولدني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنا اعلم كتاب الله، وفيه بدء الخلق، وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر الجنة وخبر النار، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي، إن الله يقول: فبه تبيان كل شئ).
أما دلالة سند الحديث على حسن حال عبد الأعلى، فلانه روى عنه جماعة من الاعلام الموثقين الذين ذكرهم المولى الأردبيلي في جامع الرواة (ج ١ ص ٤٣٥) منهم - في هذا الحديث - حماد بن عثمان بن زياد الرواسي الملقب بالناب الذي ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في باب أصحاب الصادق، وفي باب أصحاب الكاظم، وفي باب أصحاب الرضا - عليهم السلام -، وذكره أيضا في الفهرست وقال: (ثقة جليل القدر له كتاب) وقال الكشي في (رجاله: ص 317) طبع النجف الأشرف: (سمعت أشياخي يذكرون أن حمادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن ابن زياد الرواسي، وحماد يلقب بالناب، كلهم فاضلون خيار ثقات، وحماد بن عثمان مولى غنى، مات سنة 190 ه‍ بالكوفة) وعده الكشي (ص 322) من فقهاء أصحاب أبي عبد الله الصادق - عليه السلام - الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم لما يقولون.
وأما دلالة متن الحديث على حسن حال عبد الأعلى بن أعين، فلان جلوسه في مجلس الصادق - عليه السلام - وسماعه هذا الحديث منه أظهر دليل على عقيدته بالامام - عليه السلام - وقبوله بما يقوله في علمه وروايته للحديث، وإملائه لحماد بن عثمان الناب الذي قد عرفت حاله من الوثاقة وجلالة القدر.
هذا إضافة إلى ما ذكره الشيخ المفيد - رحمه الله - في رسالته في الرد على الصدوق ابن بابويه في مسألة عدد أيام شهر رمضان من قوله: (وأما رواة الحديث بأن شهر رمضان شهر من شهور السنة يكون تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد بن علي، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي، وأبي الحسن علي بن محمد، وأبي محمد الحسن بن علي بن محمد - صلوات الله عليهم - والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفتيا والاحكام، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم، وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة...) ثم ذكر المفيد - رحمه الله - هؤلاء الرواة - بعد مدحهم - وعد منهم عبد الأعلى بن أعين وله روايات كثيرة في الكتب الأربعة: الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، ذكرها المولى الأردبيلي في جامع الرواة، في ترجمته له، فراجعها. وفيما ذكرناه كفاية في أنه فوق درجة الوثاقة.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست