الله - في كتبه النظرية الكلامية والفقهية، فإنه الذي فتح - أبواب التدقيق والتحقيق، واستعمل في الأدلة وتشقيقها النظر الدقيق وأوضح طريقة الاجماع واحتج بها في أكثر المسائل. وكتاب الخلاف للشيخ وكذا المبسوط جاريان على هذا المسلك. وقد كان - قدس سره - مع ذلك أعرف الناس بالكتاب والسنة ووجوه التأويل في الآيات والروايات، فإنه لما سد باب العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب والأخبار المتواترة والمحفوفة بقرائن العلم، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث وإحاطة بأصول الأصحاب ومهارة في علم التفسير وطريق استخراج المسائل من الكتاب، والعامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك.
وأما مصنفات السيد - رحمه الله - فكلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمثال، من كتب من تقدمه من علمائنا الأمثال، وقد ذكر أكثرها في (فهرسته) المعروف (1) الذي أجاز ما فيه من الكتب والرسائل وأجوبة