الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ١ - الصفحة ٤٣٣
الأدب معه. وإبراهيم الأصغر ليس منهم. والله اعلم.
وقد بقي الكلام في إبراهيم الخارج باليمن أيام أبي السرايا: أنه هو الأكبر أو الأصغر وقد عرفت الخلاف في ذلك. وقد قال أبو نصر:
إنه الأكبر، وذكر أنه أحد أئمة الزيدية (1) وفي الجمع بينة وبين ما سبق
(١) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية: ص ٣٧ - ص ٣٨) طبع النجف الأشرف سنة ١٣٨٢ ه: " سر: وإبراهيم بن موسى الأكبر توقفوا في عقبه. وأكثرهم على أنه لم يعقب، وباليمن وغيره عدة من المنتسبين إليه، وهو إبراهيم الأكبر الخارج باليمن أيام المأمون أحد أئمة الزيدية، واما إبراهيم الأصغر فلا شك في عقبه ".
ويحدثنا الطبري في تاريخه - في حوادث سنة ٢٠٠ ه - فيقول " خرج إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) باليمن وكان بمكة حين خرج أبو السرايا، فلما بلغه خبره خرج من مكة مع من كان معه من اهل بيته يريد اليمن. ووالي اليمن يومئذ المقيم بها من قبل المأمون إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فلما سمع باقبال إبراهيم وقربه من صنعاء خرج منصرفا عن اليمن وخلاها له وكره قتاله... ".
وانظر اخبار أبي السرايا سري بن منصور الشيباني، وإبراهيم بن موسى - هذا - في تاريخ ابن الأثير حوادث سنة ٢٠٠ ه، وانظر أيضا مقاتل الطالبيينلأبي الفرج الأصفهاني (ص ٥١٧ وص ٥٣٣ وص ٥٣٤) طبع القاهرة، والبداية والنهاية لابن كثير (ج ١٠ ص ٢٤٤)، وأبو السريا قتله الحسن بن سهل سنة ٢٠٠ ه - وبعث برأسه إلى المأمون ونصبت جثته على جسر بغداد.
وجاء في (غاية الاختصار في البيوتات العلوية الخالية من الغبار) للسيد تاج الدين ابن حمزة الحسيني نقيب حلب (ص ٨٧) طبع النجف الأشرف سنة ١٣٨٢ ه، ما هذا نصه: " جد آل المرتضى موسى بن إبراهيم كان صالحا متعبدا ورعا فاضلا، يروي الحديث، قال: رأيت له كتابا في سلسلة الذهب، يروي عنه المؤالف والمخالف، كان يقول: أخبرني أبي إبراهيم، قال: حدثني أبي موسى الكاظم، قال: حدثني الإمام الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد الباقر، قال: حدثني أبي زين العابدين قال: حدثني أبي الامام شهيدكربلا، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليهم السلام - قال: حدثني رسول الله - صلى الله عليه وآله - حدثني جبرائيل عن الله - تعالى - أنه قال: لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني امن عذابي ".
ثم قال (صاحب غاية الاختصار) توفى أبو شجة (اي موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام) ببغداد، وقبره بمقابر قريش مجاورا لأبيه وجده - عليهما السلام - فحصت عن قبره فدللت عليه، وإذا موضعه في دهليز حجيرة صغيرة ملك منازل الجوهري الهندي. وأبوه الامام الأمير إبراهيم المرتضى كان سيد ا أميرا جليل نبيلا عالما فاضلا. يروى الحديث عن آبائه - عليهم السلام - مضى إلى اليمن وتغلب عليها في أيام أبي السرايا، ويقال: إنه ظهر داعيا إلى أخيه الرضا - عليه السلام - فبلغ المأمون ذلك فشفعه فيه وتركه، توفى في بغداد، وقبره بمقابر قريش عند أبيه - عليه السلام - في تربة مفردة معروفة - قدس الله روحه، ونور ضريحه -.
وما ذكره صاحب (غاية الاختصار) من أن قبر إبراهيم وقبر ابنه موسى أبي شجة بمقابر قريش في بغداد ينافي ما ذكره سيدنا الحجة الصدر الكافي - رحمه الله - من أن قبريهما في كربلا خلف ضريح الحسين عليه السلام، انظر هامشنا الآنف الذكر (ص 429 - 430).
ولعلهما نقلا إلى كربلا بعد دفنهما بمقابر قريش كنقل السيد المرتضى والرضي إلى كربلا بعد دفنها في مقابر قريش كما ذكره النسابون والمؤرخون.
وانظر (تحفة الأزهار) للسيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني (مخطوط) فإنه ذكر في الفصل الثالث: إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام ولقبه بالمجاب وبالمرتضى، وجعله صاحب أبي السرايا، وقال: " توفي ببغداد وقبر بمقابر قريش، وقال: العقب منه في رجلين أبي الحسن موسى - يعرف بابي سبحة، وجعفر ".
فقد عرفت اختلاف النسابين والمؤرخين في إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه السلام.