أصول الفقه - الشيخ محمد رضا المظفر - ج ٤ - الصفحة ٣١٤
مدى دلالة الأخبار إن تلك الأخبار العامة المتقدمة هي أهم ما استدل به للاستصحاب.
وهناك أخبار خاصة تؤيدها، ذكر بعضها الشيخ الأنصاري. ونحن نذكر واحدة منها للاستئناس، وهي رواية عبد الله بن سنان الواردة فيمن يعير ثوبه الذمي وهو يعلم أنه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير.
قال: فهل علي أن أغسله؟
فقال: لا! لأ نك أعرته إياه وهو طاهر، ولم تستيقن أنه نجسه (1).
قال الشيخ: وفيها دلالة واضحة على أن وجه البناء على الطهارة وعدم وجوب غسله هو سبق طهارته وعدم العلم بارتفاعها (2).
والمهم لنا أن نبحث الآن عن مدى دلالة تلكم الأخبار من جهة بعض التفصيلات المهمة في الاستصحاب. فنقول:
1 - التفصيل بين الشبهة الحكمية والموضوعية:
إن المنسوب إلى الأخباريين اعتبار الاستصحاب في خصوص الشبهة الموضوعية، وأما الشبهات الحكمية مطلقا فعلى القاعدة عندهم من

(١) الوسائل: ج ٢ ص ١٠٩٥، الباب ٧٤ من أبواب النجاسات، ح ١.
(٢) فرائد الأصول ٢: ٥٧١.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة