تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٦
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون (172) إنما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور الرحيم (173)) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا / كلوا من طيبات ما رزقناكم...) الآية: الطيب:
هنا يجمع الحلال المستلذ، والآية تشير بتبعيض " من "، إلى أن الحرام رزق، وحض سبحانه على الشكر، والمعنى: في كل حالة، وفي " مصابيح البغوي "، عن أبي داود والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الطاعم الشاكر كالصائم الصابر " (1). انتهى.
قال القشيري: قال أهل العلم بالأصول: نعم الله تعال على ضربين: نعمة نفع، ونعمة دفع، فنعمة النفع: ما أولاهم، ونعمة الدفع: ما زوي عنهم، وليس كل إنعامه

(1) أخرجه الترمذي (4 / 653)، كتاب " صفة القيامة "، باب (43) رقم (2486)، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا محمد بن معن، حدثني أبي عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة به مرفوعا.
و قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
و أخرجه الحاكم (4 / 136) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن محمد بن معن به.
و قال الحاكم: صحيح الإسناد، و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
و أخرجه ابن حبان (952 - موارد) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به.
وهذا سنة منقطع كما أفاد الحفاظ في " الفتح " (9 / 583)، و قال: لكن في الرواية انقطاع خفي على ابن حبان، فقد رويناه في مسند مسدد عن معتمر، عن معمر، عن رجل من بني غفار عن المقبري اه‍.
و الطريق الذي ذكره الحافظ و عزاه لمسدد: أخرجه عبد الرزاق (10 / 424) رقم (19573)، و أحمد (2 / 283)، و البيهقي (4 / 306) كتاب " الصيام "، باب ما جاء في الطاعم الشاكر. كلهم من طريق معمر عن رجل من بني غفار، عن المقبري، عن أبي هريرة به. و للحديث طرق أخرى عن أبي هريرة: فأخرجه أحمد (2 / 289)، والحاكم (4 / 136) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه حكيم عن سلمان الأغر عن أبي هريرة.
و أخرجه ابن ماجة (1 / 561) كتاب " الصيام "، باب فيمن قال: الطاعم الشاكر كالصائم الصابر، حديث (1764) من طريق عبد الله بن عبد الله الأموي، عن معن بن محمد عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن أبي هريرة به.
و للحديث شاهد آخر من حديث عائشة: أخرجه الحاكم (2 / 12) من طريق عبد العزيز بن يحيى: ثنا سليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: " ليس بالمؤمن الذي يبيت و جاره جائع إلى جنبه ".
و سكت عنه الحاكم، و قال الذهبي: عبد العزيز ليس بثقة.
و قال ابن حجر في " التقريب " (1 / 523): متروك، كذبه إبراهيم بن المنذر.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست