تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٢٨٩
هاروت وماروت. وما روي عن علي، وابن عباس - رضي الله عنهما - في خبرهما، وابتلائهما، فاعلم - أكرمك الله - أن هذه الأخبار لم يرو منها سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس (1) هو شيئا يؤخذ بقياس، والذي منه في القرآن، اختلف المفسرون في معناه، وأنكر ما قال بعضهم فيه كثير من السلف، وهذه الأخبار من كتب اليهود، وافترائهم (2)، كما نصه الله أول الآيات. انتهى. أنظره.
وقوله تعالى: (و ما يعلمان...) الآية: ذكر ابن الأعرابي (3) في " الياقوتة "، أن (يعلمان) بمعنى " يعلمان (4)، ويشعران "، كما قال كعب بن زهير (5): [الطويل]

(1) و ليس هو، أي ما تضمنته قصتهما. يؤخذ بقياس: يستنبط بقياس، أي ليس مما يجري فيه القياس على غيره، مما ورد من الآيات و الأحاديث الصحيحة، فلا ينبغي الخوض فيه نفيا أو إثباتا.
قال في " نسيم الرياض ": و هذا الذي ذكره من أنه لم يرد فيه حديث ضعيف، و لا صحيح ردوه - كما نقله السيوطي في " مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا " - بأنه ورد من طرق كثيرة، منها ما في مسند أحمد، عن ابن عمر (رضي الله عنهما) مرفوعا، و رواه ابن حبان، و البيهقي، و ابن جرير، و ابن حميد في " مسنده "، وابن أبي الدنيا و غيرهم من طرق عديدة.
و قال ابن حجر في " شرح البخاري ": إن له طرقا تفيد العلم بصحته. و كذا في حواشي البرهان الحلبي، و ذكره مسندا عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه سمعه صلى الله عليه و آله و سلم يقول: " لما أهبط الله (تعالى) آدم إلى الأرض، قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها! و قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم. فقال الله تعالى: هلما بملكين يهبطان الأرض. قالوا: ربنا هاروت و ماروت. فأهبطا، فتمثلت لهما الزهرة امرأة حسنة من البشر، فراوداها عن نفسها، فقالت: لا، و الله، حتى تتكلما بهذه الكلمة من الشرك، فأبيا.
فذهبت و أتت بابن جار لها تحمله، فراوداها. فقالت: لا، حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا. ثم راوداها مرة أخرى، فأتت بقدح خمر، فقالت: لا، حتى تشرباه. فشربا و سكرا، فتكلما بكلمة الكفر، و قتلا الصبي، فخيرهما الله (تعالى) بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة. فاختارا عذاب الدنيا: " فعلقا بين السماء و الأرض ". قال الخفاجي: و قد جمع السيوطي طرق هذا الحديث في تأليف مستقل، فبلغت نيفا و عشرين طريقا.
(2) هذه الأخبار التي ذكرها بعض المفسرين منقولة من كتب اليهود في الإسرائيليات و افترائهم و كذبهم على أنبياء الله تعالى و ملائكته.
(3) محمد بن زياد، المعروف ب‍ " ابن الأعرابي "، راوية، ناسب، علامة باللغة، ولد 150 ه‍ من أهل " الكوفة "، كان أحول، لم ير أحد في علم الشعر أغزر منه. له تصانيف منها: " أسماء الخيل و فرسانها "، و " الأنواء " و " الفاضل " و " البشر " و غيرها. توفي 231 ه‍.
ينظر: " وفيات الأعيان " (1 / 492)، و " تاريخ بغداد " (5 / 282)، و " المقتبس " (6 / 3 - 9)، و " نزهة الألبا " (207)، و " الأعلام " (6 / 131).
(4) و هي قراءة طلحة بن مصرف، كما في " مختصر الشواذ " (ص 16)، و " البحر المحيط " (1 / 498)، و " الدر المصون " (1 / 322).
(5) كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني، أبو المصرب. شاهر عالي الطبقة من أهل " نجد ". له " ديوان
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174