نعمة من الله تعالى، لا من العبد وحده، لئلا يعجب التائب، بل الواجب عليه شكر الله تعالى في توبته عليه، وكرر الأمر بالهبوط لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وبالثاني إتيان الهدى.
* ت *: وهذه الآية تبين أن هبوط آدم كان هبوط تكرمة، لما ينشأ عن ذلك من أنواع الخيرات، وفنون العبادات.
و (جميعا): حال من الضمير / في " اهبطوا "، واختلف في المقصود بهذا الخطاب.
فقيل: آدم، وحواء، وإبليس، وذريتهم، وقيل: ظاهره العموم، ومعناه الخصوص في آدم وحواء، لأن إبليس لا يأتيه هدى، والأول أصح، لأن إبليس مخاطب بالإيمان بإجماع (1).
" وإن " في قوله: (فإما) هي للشرط، دخلت " ما " عليها مؤكدة، ليصح دخول النون المشددة، واختلف في معنى قوله: (هدى) فقيل: بيان وإرشاد، والصواب أن يقال: بيان ودعاء، وقالت فرقة: الهدى الرسل، وهي إلى آدم من الملائكة، وإلى بنيه من البشر هو فمن بعده.