و اركعوا مع الراكعين (43)) وقوله تعالى: (و لا تلبسوا الحق بالباطل)، أي: لا تخلطوا، قال أبو العالية: قالت اليهود: محمد نبي مبعوث، لكن إلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وقولهم: إلى غيرنا باطل، (وتكتموا الحق)، أي: أمر محمد صلى الله عليه وسلم (1)، وفي هذه الألفاظ دليل على تغليظ الذنب على من وقع فيه، مع العلم به، وأنه أعصى من الجاهل، (وأنتم تعلمون) جملة في موضع الحال.
قال * ص (2) *: (وتكتموا) مجزوم معطوف على (تلبسوا)، والمعنى النهي عن كل من الفعلين. انتهى.
(وأقيموا الصلاة): معناه: أظهروا هيئتها، وأديموها بشروطها، والزكاة في هذه الآية هي المفروضة، وهي مأخوذة من النماء، وقيل: من التطهير.
وقوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين): قيل: إنما خص الركوع بالذكر، لأن بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع.
* ت *: و في هذا القول نظر، وقد قال تعالى في " مريم ": (اسجدي واركعي) [آل عمران: 43]، وقالت فرقة: إنما قال: (مع)، لأن الأمر بالصلاة أولا لم يقتض شهود الجماعة، فأمرهم بقوله: (مع) شهود الجماعة.
* ت *: وهذا القول هو الذي عول عليه * ع *: في قصة مريم (3) - عليها السلام -، والركوع الانحناء بالشخص.
(* أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44) و استعينوا بالصبر والصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم و أنهم إليه راجعون (46)) وقوله تعالى: (أتأمرون) خرج مخرج الاستفهام، ومعناه التوبيخ، و " البر " يجمع وجوه الخير والطاعات، و (تنسون) معناه تتركون أنفسكم.
قال ابن عباس: كان الأحبار يأمرون أتباعهم ومقلديهم باتباع التوراة، وكانوا هم