قوله تعالى: ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم (3) قوله تعالى: " ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم " " ذلك " في موضع رفع، أي الامر ذلك، أو ذلك الاضلال والهدى المتقدم ذكرهما سببه هذا. فالكافر اتبع الباطل، والمؤمن اتبع الحق. والباطل: الشرك. والحق:
التوحيد والايمان. " كذلك يضرب الله للناس أمثالهم " أي كهذا البيان الذي بين يبين الله للناس أمر الحسنات والسيئات. والضمير في " أمثالهم " يرجع إلى الذين كفروا والذين آمنوا.
قوله تعالى: فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم (4) فيه أربع مسائل:
الأولى - قوله تعالى: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب " لما ميز بين الفريقين أمر بجهاد الكفار. قال ابن عباس: الكفار المشركون عبدة الأوثان. وقيل: كل من خالف دين الاسلام من مشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمة، ذكره الماوردي.
واختاره ابن العربي وقال: وهو الصحيح لعموم الآية فيه. " فضرب الرقاب " مصدر.
قال الزجاج أي فاضربوا الرقاب ضربا. وخص الرقاب بالذكر لان القتل أكثر ما يكون بها.
وقيل: نصب على الاغراء. قال أبو عبيدة: هو كقولك يا نفس صبرا. وقيل: التقدير