العرجون " أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا، وعرجنه ضربه بالعرجون. فالنون على قول هؤلاء أصلية، ومنه شعر أعشى بني قيس:
شرق المسك والعبير (1) بها * فهي صفراء كعرجون القمر فالعرجون إذا عتق ويبس وتوس شبه القمر في دقته وصفرته به. ويقال له أيضا الإهان والكباسة والقنو، وأهل مصر يسمونه الإسباطة. وقرئ: " العرجون " بوزن الفرجون وهما لغتان كالبزيون (2) والبزيون، ذكره الزمخشري وقال: هو عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة. واعلم أن السنة منقسمة على أربعة فصول، لكل فصل سبعة منازل: فأولها الربيع، وأوله خمسة عشر يوما من أذار، وعدد أيامه اثنان وتسعون يوما، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج: الحمل، والثور، والجوزاء، وسبعة منازل: الشرطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع. ثم يدخل فصل الصيف في خمسة عشر يوما من حزيران، وعدد أيامه اثنان وتسعون يوما، تقطع الشمس فيه ثلاثة بروج: الشرطان، والأسد، والسنبلة، وسبعة منازل: وهي النثرة والطرف والجبهة والخراتان والصرفة والعواء والسماك.
ثم يدخل فصل الخريف في خمسة عشر يوما من أيلول، وعدد أيامه أحد وتسعون يوما، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج، وهي الميزان، والعقرب، والقوس، وسبعة منازل الغفر والزبانان والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة. ثم يدخل فصل الشتاء في خمسة عشر يوما من كانون الأول، وعدد أيامه تسعون يوما وربما كان أحدا وتسعين يوما، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج: وهي الجدي والدلو والحوت، وسبعة منازل سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية والفرغ المقدم، والفرغ المؤخر وبطن الحوت. وهذه قسمة السريانيين لشهورها: تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، كانون الثاني، أشباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول، وكلها أحد وثلاثون إلا تشرين الثاني ونيسان وحزيران وأيلول، فهي ثلاثون، وأشباط ثمانية وعشرون يوما وربع يوم.