قوله تعالى: (والشمس تجرى لمستقر لها) يجوز أن يكون تقديره وآية لهم الشمس.
ويجوز أن يكون الشمس مرفوعا بإضمار فعل يفسره الثاني. ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء " تجري " في موضع الخبر أي جارية. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: " والشمس تجري لمستقر لها " قال: " مستقرها تحت العرش ". وفيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما: (أتدرون أين تذهب هذه الشمس) قالوا الله ورسوله أعلم، قال: " إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون متى ذلكم ذاك حين " لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " [الأنعام: 158]). ولفظ البخاري عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: " تدري أين تذهب " قلت الله ورسوله أعلم، قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى: " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ". ولفظ الترمذي عن أبي ذر قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه " قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها " قال: ثم قرأ " ذلك (1) مستقر لها " قال وذلك قراءة عبد الله. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.