في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله " فقالوا: يا نبي الله من هم الذين استثنى الله تعالى؟ قال: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فيقول الله لملك الموت يا ملك الموت من بقى من خلقي وهو أعلم فيقول يا رب بقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت فيقول الله تعالى خذ نفس إسرافيل وميكائيل فيخران ميتين كالطودين العظيمين فيقول مت يا ملك الموت فيموت فيقول الله تعالى لجبريل يا جبريل من بقى فيقول تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام وجهك الباقي الدائم وجبريل الميت الفاني فيقول الله تعالى يا جبريل لابد من موتك فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول سبحانك ربى تبارك وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن فضل خلقه على خلق ميكائيل كالطود العظيم على الظرب (1) من الظراب " ذكره الثعلبي، وذكره النحاس أيضا من حديث محمد بن إسحاق، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعز: " فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله " قال: جبرئيل وميكائيل وحملة العرش وملك الموت وإسرافيل " وفى هذا الحديث:
" إن آخرهم موتا جبريل عليه وعليهم السلام " وحديث أبي هريرة في الشهداء أصح على ما تقدم في " النمل " (2)، وقال الضحاك: هو رضوان والحور ومالك والزبانية. وقيل: عقارب أهل النار وحياتها. وقال الحسن: هو الله الواحد القهار وما يدع أحد من أهل السماء والأرض إلا أذاقه الموت. وقال قتادة: الله أعلم بثنياه، وقيل: الاستثناء في قوله: " إلا من شاء الله " يرجع إلى من مات قبل النفخة الأولى، أي فيموت من في السماوات والأرض إلا من سبق موته، لأنهم كانوا قد ماتوا، وفى الصحيحين وابن ماجة واللفظ له عن أبي هريرة قال قال رجل من اليهود بسوق المدينة: والذي اصطفى موسى على البشر، فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه، قال: تقول هذا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.