طوال التاريخ! وما أكثر نيران الفتنة التي أشعلتها، والعزائم التي أرختها وأوهنتها!
الفخر الرازي يقول النساء يتصرفن في قلوب الرجال لنفوذ محبتهن في قلوبهم (1).
وهذا المعنى في عصرنا أظهر من أي وقت آخر، إذ إن إحدى أهم وسائل نفوذ الجواسيس في أجهزة السياسة العالمية استخدام النساء، اللائي ينفثن في العقد، فتنفتح مغاليق الأسرار في القلوب ويحصلن على أدق الأسرار.
وقيل: إن النفاثات هي النفوس الشريرة، أو الجماعات المشككة التي تبعث بوساوسها عن طريق وسائل إعلامها لتوهن عزيمة الجماعات والشعوب.
ولا يستبعد أن تكون الآية ذات مفهوم عام جامع يشمل كل أولئك ويشمل أيضا النمامين والذين يهدمون بنيان المحبة بين الأفراد.
وينبغي التأكيد على أن السورة لا تتضمن أية دلالة على أن المقصود بآياتها سحر الساحرين. وعلى فرض أنها تشير إلى سحر الساحرين، فإنها لا تشكل دليلا على صحة سبب النزول الذي ذكره المفسرون للسورة، بل تدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استعاذ بالله من شر الساحرين. تماما مثل الفرد السالم الذي يستعيذ بالله من السرطان وهو لم يصب به أصلا.
ومن شر حاسد إذا حسد.
هذه الآية تبين أن الحسد أسوأ الصفات الرذيلة وأحطها، لأن القرآن وضعه في مستوى أعمال الحيوانات المتوحشة والثعابين اللاسعة والشياطين الماكرة.
* * *