الله.
من جهة أخرى، كما ذكرنا في سبب نزول السورة، قريش كانت تترقب انتهاء الرسالة بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم كانوا يقولون: إن النبي بلا عقب. والقرآن يقول للنبي: " لست بلا عقب، بل شانئك بلا عقب ".
* * * 2 بحوث 3 1 - فاطمة (عليها السلام) والكوثر قلنا إن " الكوثر " له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيرا من علماء الشيعة ذهبوا إلى أن " فاطمة الزهراء (عليها السلام) " من أوضح مصاديق الكوثر، لأن رواية سبب النزول تقول: إن المشركين وصموا النبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: إنا أعطيناك الكوثر.
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء (عليها السلام)، لأن نسل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتدادا جسميا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فحسب، بل كانوا امتدادا رساليا صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وكان منهم أئمة الدين الاثني عشر، أو الخلفاء الاثني عشر بعد النبي كما أخبر عنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضا الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسرين وقادة الأمة.
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثالث " الكوثر " أولاده. قالوا لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت