تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣٩١
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " وسلام على عباده الذين اصطفى " قال: هم آل محمد ع.
أقول: ورواه أيضا في جمع الجوامع عنهم مرسلا مضمرا، وقد عرفت فيما تقدم من البيان في ذيل الآية أن الذي يعطيه السياق أن المراد بهم بحسب مورد الآية الأنبياء المنعمون بنعمة الاصطفاء وقد قص الله قصص جمع منهم فقوله عليه السلام - لو صحت الرواية - هم آل محمد عليهم السلام من قبيل الجري والانطباق.
ونظيره اما رواه في الدر المنثور عن عدة من أصحاب الكتب عن ابن عباس في الآية قال: هم أصحاب محمد فهو - لو صحت الرواية - إجراء منه وتطبيق.
ومنه يظهر ما فيما رواه أيضا عن عبد بن حميد وابن جرير عن سفيان الثوري في الآية قال: نزلت في أصحاب محمد خاصة، فلا نزول ولا اختصاص.
وفي تفسير القمي أيضا في قوله تعالى: " بل هم قوم يعدلون " قال: عن الحق.
وفيه في قوله تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه " الآية، حدثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمد عليهم السلام هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا إلى الله عز وجل فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.
أقول: والرواية أيضا من الجري والآية عامة.
وفي الدر المنثور أخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه لان الله تعالى يقول: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض " فالخلافة من الله عز وجل فإن كان خيرا فهو يذهب به وإن كان شرا فهو يؤخذ به، عليك أنت بالطاعة فيما أمر الله به.
أقول: الرواية لا تخلو من شئ فقد تقدم أن المراد بالخلافة في الآية - على ما يشهد به السياق - الخلافة الأرضية المقدرة لكل إنسان وهو السلطة على ما في الأرض بأنواع التصرف دون الخلافة بمعنى الحكومة على الأمة بإدارة رحي مجتمعهم.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست