تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣٦٩
والقرآن الكريم ينزه ساحته عليه السلام عن أول الرميتين بما ينزه به ساحة جميع الأنبياء بالنص على هدايتهم وعصمتهم وقال فيه خاصة: " وما كفر سليمان " البقرة: 102.
وعن الثانية بما يحكيه من دعائه عليه السلام لما سمع قول النملة: " رب أوزعني ان أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي " النمل: 19، فقد بينا في تفسيره ان فيه دلالة على أن والدته كانت من أهل الصراط المستقيم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
4 - الروايات الواردة في قصصه عليه السلام: الاخبار المروية في قصصه وخاصة في قصة الهدهد وما يتبعها من اخباره مع ملكة سبأ يتضمن أكثرها أمورا غريبة قلما يوجد نظائرها في الأساطير الخرافية يأباها العقل السليم ويكذبها التاريخ القطعي وأكثرها مبالغة ما روي عن أمثال كعب ووهب.
وقد بلغوا من المبالغة أن ما رووا انه عليه السلام ملك جميع الأرض، وكان ملكه سبعمائة سنة، وأن جميع الإنس والجن والوحش والطير كانوا جنوده، وأنه كان يوضع في مجلسه حول عرشه ستمائة ألف كرسي يجلس عليها ألوف من النبيين ومئات الألوف من أمراء الإنس والجن.
وأن ملكة سبأ كانت أمها من الجن، وكانت قدمها كحافر الحمارة وكانت تستر قدميها عن أعين النظار حتى كشفت عن ساقيها حينما أرادت دخول الصرح فبان أمرها، وقد بلغ من شوكتها انه كان تحت يدها أربعمائة ملك كل ملك على كورة تحت يد كل ملك أربعمائة ألف مقاتل ولها ثلاثمائة وزير يدبرون ملكها ولها إثنا عشر ألف قائد تحت يد كل قائد إثنا عشر ألف مقاتل إلى غير ذلك من أعاجيب الاخبار التي لا يسعنا إلا ان نعدها من الإسرائيليات ونصفح عنها (1).

(1) وعلى من يريد الوقوف عليها أن يراجع جوامع الاخبار كالدر المنثور والعرائس والبحار ومطولات التفاسير.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست