تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣٨٠
ذوات. انتهى.
وأم في الآية منقطعة تفيد معنى الاضراب، " من " مبتدأ خبره محذوف وكذا الشق الآخر من الترديد والاستفهام للتقرير وحملهم على الاقرار بالحق والتقدير على ما يدل عليه السياق بل أمن خلق السماوات والأرض " الخ " خير أم ما يشركون.
والامر على هذا القياس في الآيات الأربع التالية.
ومعنى الآية: بل أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم اي لنفعكم من السماء وهي جهة العلو ماء وهو المطر فأنبتنا به اي بذلك الماء بساتين ذات بهجة ونضارة ما كان لكم اي لا تملكون وليس في قدرتكم ان تنبتوا شجرها أإله آخر مع الله سبحانه - وهو إنكار وتوبيخ.
وفي الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب بالنسبة إلى المشركين والنكتة فيه تشديد التوبيخ بتبديل الغيبة حضورا فإن مقام الآيات السابقة على هذه الآية مقام التكلم ممن يخاطب أحد خواصه بحضرة من عبيده المتمردين المعرضين عن عبوديته يبث إليه الشكوى وهو يسمعهم حتى إذا تمت الحجة وقامت البينة كما في قوله: " آلله خير أما يشركون " هاج به الوجد والأسف فتوجه إليهم بعد الاعراض فأخذ في حملهم على الاقرار بالحق بذكر آية بعد آية وإنكار شركهم وتوبيخهم عليه بعدولهم عنه إلى غيره وعدم علم أكثرهم وقلة تذكرهم مع تعاليه عن شركهم وعدم برهان منهم على ما يدعون.
وقوله: " بل هم قوم يعدلون " اي عن الحق إلى الباطل وعن الله سبحانه إلى غيره وقيل: اي يعدلون بالله غيره ويساوون بينهما.
وفي الجملة التفات من الخطاب إلى الغيبة بالنسبة إلى المشركين ورجوع إلى خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاضراب فيه لبيان ان لا جدوى للسير في حملهم على الحق فإنهم عادلون عنه.
قوله تعالى: " أمن جعل الأرض قرارا " إلى آخر الآية، القرار مصدر بمعنى اسم الفاعل أي القار المستقر، والخلال جمع خلل بفتحتين وهو الفرجة بين الشيئين، والرواسي جمع راسية وهي الثابتة والمراد بها الجبال الثابتات، والحاجز هو المانع
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست