اختلاف النفوس والآراء بالايمان والكفر مع اتحاد المجتمع البشري بما بعث الله الرسل لكشف حجاب الضلال الذي من شأنه غشيانه لولا الدعوة الحقة.
وقوله: " وكان ربك قديرا " في إضافة الرب إلى ضمير الخطاب من النكتة نظير ما تقدم في قوله: " ألم تر إلى ربك ".
قوله تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا " معطوف على قوله: " وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ". والظهير بمعنى المظاهر على ما قيل والمظاهرة المعاونة.
والمعنى: ويعبدون - هؤلاء الكفار المشركون - من دون الله ما لا ينفعهم بإيصال الخير على تقدير العبادة ولا يضرهم بإيصال الشر على تقدير ترك العبادة وكان الكافر معاونا للشيطان على ربه.
وكون هؤلاء المعبودين وهم الأصنام ظاهرا لا ينفعون ولا يضرون لا ينافي كون عبادتهم مضرة فلا يستلزم نفي الضرر عنهم أنفسهم حيث لا يقدرون على شئ نفي الضرر عن عبادتهم المضرة المؤدية للانسان إلى شقاء لازم وعذاب دائم.
قوله تعالى: " وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا " أي لم نجعل لك في رسالتك إلا التبشير والانذار وليس لك وراء ذلك من الامر شئ فلا عليك إن كانوا معاندين لربهم مظاهرين لعدوه عليه فليسوا بمعجزين لله وما يمكرون إلا بأنفسهم، هذا هو الذي يعطيه السياق.
وعليه فقوله: " وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا " هذا الفصل من الكلام نظير قوله: " أفأنت تكون عليه وكيلا " في الفصل السابق.
ومنه يظهر أن أخذ بعضهم الآية تسلية منه تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال والمراد ما أرسلناك إلا مبشرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين فلا تحزن على عدم إيمانهم.
غير سديد.
قوله تعالى: " قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا " ضمير " عليه " للقرآن بما أن تلاوته عليهم تبلغ للرسالة كما قال تعالى: " إن هذه